من حكايات أهل الفن

زواج نجم سينمائي من سليلة الملوك

ت + ت - الحجم الطبيعي

المعروف أن ملك مصر الأسبق فؤاد الأول (توفي 1936) أنجب من زوجته، الملكة نازلي، أربعة أبناء (الملك فاروق والأميرات فوزية وفايزة وفائقة وفتحية)، والمعروف أيضاً أن الأميرة فوزية (توفيت 2013) تزوجت في عام 1939 من شاه إيران محمد رضا بهلوي (توفي 1980) حينما كان ولياً للعهد، وانتقلت لتعيش معه في طهران. وهناك أنجبت للشاه في عام 1940 ابنة وحيدة هي الأميرة شاهيناز بهلوي، ثم تطلقت من الشاه وعادت إلى القاهرة عام 1945.

في عام 1949 تزوجت الأميرة فوزية فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا من العقيد إسماعيل شيرين وزير الحربية في آخر حكومات المملكة المصرية (توفي 1994)، فأنجبا أولاً ابنة أطلقا عليها اسم نادية، وهي من مواليد سنة 1950، ثم أنجبا بعدها صبياً سمياه حسين.

ولدت نادية في الإسكندرية، وانتقلت إلى القاهرة لدراسة الأدب الإنجليزي بكلية الآداب في الجامعة الأمريكية، وسكنت ببيت المغتربات في حي غاردن سيتي. قادتها الصدفة في سن الحادية والعشرين للتعرف على النجم السينمائي يوسف شعبان (توفي2021) في إحدى المناسبات عام 1972، فانجذب هو إلى جمالها الملكي الهادئ وخضرة عينيها وصفرة شعرها وابتسامتها الملائكية وشدة الشبه بينها وبين الممثلة الأمريكية «هايلي ميلز»، وانجذبت هي إلى وسامته الشرقية وسحر حديثه وأناقة مظهره، فكانت هناك لقاءات رومانسية متكررة بينهما على شاطئ النيل إلى أن قررا أن يرتبطا رسمياً.

وهنا كانت المشكلة، حيث رفضت أسرتها بشدة أن تتزوج سليلة الأسرة الملكية العلوية من ممثل، حتى وإنْ كان في شهرة يوسف شعبان، ناهيك عن أن شعبان كان في تلك الفترة مادة مثيرة للجدل بسبب ظهوره في فيلم «حمام الملاطيلي» سنة 1973 في دور رسام شاذ جنسياً، وكان فوق ذلك فاشلاً في تجربته الزوجية الأولى من الممثلة ليلى طاهر التي نشأت بينها وبينه قصة حب بعد اشتراكهما معاً في مسلسل «الحب الكبير» سنة 1963، تكللت بالزواج قبل أن تحدث بينهما خلافات وثلاث حالات من الطلاق. ويقال إن الأخت غير الشقيقة لنادية (الأميرة شاهيناز بهلوي) كانت أيضاً معترضة على زواج أختها من ممثل سينمائي لنفس الأسباب.

مع تمسك نادية بالزواج من شاهين وإصرارها على مقاومة رفض والديها لأي ارتباط بينها وبين نجم سينمائي، لم تجد الأسرة مفراً من الموافقة على مضض، فتم عقد القران في حفل عائلي ضيق، وعاشا معاً لمدة عامين بشقة في حي الزمالك القاهري شهدت فيهما علاقتهما الزوجية الكثير من الخلافات وعدم الانسجام، ما برهن على صحة اعتراض أسرتها. وهكذا تمّ الانفصال بينهما لأسباب كثيرة، مثل جداول عمل شعبان المضطربة ورحلاته المتكررة إلى لبنان وسوريا، وسهراته الصاخبة إلى الفجر مع زملائه ومعارفه من الوسط الفني، ناهيك عن اختلاف الطباع والعادات.

عادت نادية بعد طلاقها إلى بيت أسرتها بالإسكندرية وهي حامل بمولودة أبصرت النور لاحقاً وأطلقت عليها اسم «سيناء» (ساي). وبعد عدة سنوات تزوجت نادية للمرة الثانية من رجل الأعمال مصطفى رشيد الذي أنجبت منه ابنة أخرى أسمتها «فوزية»، تيمناً باسم والدتها. وبهذا أصبح لملكة إيران السابقة، وجميلة جميلات العائلة المصرية المالكة، فوزية فؤاد، حفيدتان تحملان اسمها: الأولى «فوزية خوسرو جانبهاني» ابنة شاهيناز محمد رضا بهلوي، والثانية «فوزية مصطفى رشيد» ابنة نادية إسماعيل شيرين.

Email