سافر واكتشف نفسك

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنت تتعرف في البيت على العالم، وفي السفر على نفسك.. السفر يعني أن تقوم برحلة داخل نفسك.. العالم كتاب مفتوح يقرأه المسافرون، تذكرت هذه العبارات المأثورة عن السفر خلال إجازة سنوية قمت بها الأسبوع الماضي خارج الوطن، وأعقبتها بعدة أيام في رحلة داخل الوطن، فكان التوقف ضرورة لاستكمال المسير.

وتعلمت خلال السفر الذي جاء بعد توقف نتيجة الجائحة، أن السفر ضرورة لاستكمال المسيرة، فمع نهاية 2021 وبداية عام 2022 أثبت السفر أنه نقطة عبور بين زمنين مختلفين ليحدث معك حالة جديدة، وكأنما تولد من جديد.

في الإجازة السنوية حدث التوقف عن النمط اليومي للحياة العملية والمعادلات الذهنية، لتشعل تلك اللحظات طموحات الإنجاز في القادم القريب.

والسفر يجعلك أكثر تسامحاً مع نفسك أولاً قبل الآخرين، فهو رحلة إلى ذاتك لتكتشف قدرات جديدة تدفع بك إلى الدخول لمرحلة من الجد والعطاء يدوّنها سجلك الخاص، فالسفر مذاق جديد للحياة خاصة في زمن الجائحة التي جعلت منه حلماً بعدما كان نمطاً معتاداً للجميع.

الجائحة أوقفتنا جميعاً لنعيد ترتيب أوراقنا، وكذلك السفر يحقق التوقف عن العمل والنمط اليومي للحياة، لنعود إلى حياتنا العادية أكثر ابتهاجاً وتمسكاً بها وإصراراً على النجاح. 

إن متعة التوقف عن النمط اليومي تكشف لك قيمة هذا النمط، كما تفتح آفاقاً جديدة لرؤية الماضي واستشراف المستقبل، والسفر نوع من التوقف ينشئ ذكريات تعزز المسيرة، ينشئ نمطاً من الحياة يسهم بالرغبة في المزيد من الاستمرار والثقة في تحقيق الآمال.

وفي نزهة التوقف عن الحياة الآلية إلى حياة متغيرة لبعض الأيام يحدث لك الإلهام ويتعزز الإبداع، فمع إنجاز السفر لعدة أيام تستعيد النشاط والثقة بالنفس والقدرة على التغيير وتمرين النفس على التعامل مع المتغيرات بقوة وشجاعة وصبر، فتزداد مستويات الطاقة الحيوية والنفسية والذهنية والعاطفية.

السفر يمنح صاحبه خوض تجارب جديدة في رحلته وبعدها، فمع مجموعة من الصور والفيديوهات خلال عملية توثيق رحلة السفر يضيف الإنسان لوناً جديداً من الحياة نسميه «ذكريات» عندما نطالعها مجدداً نستعيد هذه اللحظات لنبحر في فضاءات جديدة للأيام المقبلة. 

والسفر مع العائلة يعزز الروابط الأسرية، ويحقق الذكريات المشتركة التي تشكل جسراً تعبر به الأسرة التحديات التي تستجد مع الأيام، كما يكشف القدرة على التكيف واختبار النفس في مواجهة المجهول.

Email