قيم وأخلاق الإماراتيين في المقدمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى علماء النفس والمختصون في علم الأخلاق أن «القيم» شيء مهم في حياة أي إنسان بحكم أنها توجه وترشد السلوك الإنساني فالقيمة مبدأ مجرد وعام للسلوك يشعر الإنسان نحوه بالارتباط الانفعالي القوي كما أنها توفر مستوى للحكم على الأفعال والأهداف الخاصة بالإنسان. وتبني الشعوب قيمها وتعززها من خبراتها وتجاربها، ومن انتماءاتها والأرض المتعايشة عليها ومن الثقافة التي تسود حياتها. كما تستمد هذه القيم من الأسرة والأبوين، والأقارب، والأصدقاء، والمعلمين، والمربين، ووسائل الإعلام، وتستقر هذه القيم والمعايير في العقل الباطن. وتعكس القيم أهدافنا واهتماماتنا وحاجاتنا والنظام الاجتماعي والثقافة التي تنشأ فيها بما تتضمنه من نواحٍ «دينية واقتصادية وعلمية».

ولا شك في أن القيم والأخلاقيات في كل مجتمع نتاج تطور تاريخي طويل، ولهذا فهي ضرورية في تكوين أي مجتمع، لتحقيق الاستقرار فيه، وتثبيت ثقافة فردية ومجتمعية إيجابية مثمرة وطيبة. وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة ومجتمعها نموذجاً يحتذى به في هذا الشأن ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى العربي والدولي أيضاً.

ويتميز شعب الإمارات في تعامله وسلوكه مع المجتمعات الأخرى «بالتسامح والاعتدال واللطف والعطاء» وتقبل الآخر وتقبل التنوع والاختلاف والعيش الهادئ والسلام الداخلي والخارجي. فبلطف المعاملة والتسامح عاشت وتعايشت دولة الإمارات مع الحضارات والثقافات والعقائد الأخرى، فالمجتمع الإماراتي من خصائصه أنه يتميز بالتنوع الثقافي والتعددية إذ يعيش ويعمل في الإمارات أكثر من 200 جنسية، بما لهم من لغات مختلفة وثقافات متنوعة.

ولتأكيد وترسيخ قيمة التسامح في مجتمع الإمارات، تم تأسيس وزارة للتسامح في أكتوبر 2017. وهدفها الأساسي غرس قيمة التسامح وتكريسها في المجتمع الإماراتي.

وأيضاً أعلنت دولة الإمارات أن عام 2019 عام للتسامح. ويعد هذا الإعلان شيئاً راقياً، يأتي انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي بل تعاليم الأديان كلها، وكل فكر إنساني راقٍ؛ فالتسامح قيمة مهمة جداً لإحياء الشعوب وحياة الشعوب.

ويأتي ذلك ترسيخاً لمبادئ وقيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي كان من صفاته القيادية الخاصة استخدامه القوة الناعمة بالفطرة الإسلامية والعربية الأصيلة.. إذ كانت سياسته ترتكز على العطاء والحوار والتسامح والعدل ومساعدة الدول العربية والإسلامية وشعوب العالم كافة.

ومن منطلق تلك التوجهات والقيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، تصدرت دولة الإمارات دول العالم بالعلامة الكاملة في مؤشر «الحراك الاجتماعي»، وهو أحد المؤشرات الفرعية ضمن دراسة بعنوان «أكثر شعوب العالم لُطفاً في عام 2021»، وأصدرتها شركة «ماي بوست كارد» الأمريكية، المُشغلة لتطبيقات التراسل وتبادل بطاقات المعايدة والبطاقات التذكارية في العالم.

وتهدف الدراسة إلى معرفة أكثر شعوب العالم احتراماً وتهذيباً وتراحماً في التعامل بين بعضهم بعضاً، والتعامل مع الزوار والمقيمين من الشعوب الأخرى.

واعتمدت الدراسة على المفاضلة بين شعوب العالم في الرقي، والتهذيب واللطف استناداً إلى رصيد من النقاط يحصل عليها كل شعب ويمثل الرصيد متوسط الأرصدة التي حصل عليها كل شعب في عدد من المؤشرات الفرعية.

ونالت الإمارات الصدارة العالمية في المؤشر الفرعي «الحراك الاجتماعي»، الذي يرصد مستويات الإمكانات المُتاحة للأفراد والمجموعات في كل شعب لتغيير أوضاعهم وطبقاتهم الاقتصادية، وبالتالي الاجتماعية، من خلال النجاح في العمل.

ويعكس التقدم في مؤشر «الحراك الاجتماعي» ارتفاعاً في مستوى المساواة بين أفراد السكان في الدخل وحصلت الإمارات على 100 من أصل 100 نقطة، لتنال العلامة الكاملة وجاءت آيسلندا في المركز الثاني برصيد 99.72 نقطة، وحلّت الدنمارك ثالثة برصيد 99.19 نقطة.

وأحرز الشعب الإماراتي مراكز متقدمة عالمياً في عدة مؤشرات فرعية أخرى، فنال المركز الثاني عالمياً في المؤشر الفرعي «دعم الأفراد الطاعنين في السن من جانب عائلاتهم» بـ97.81 نقطة وكانت صدارة هذا المؤشر الفرعي من نصيب الشعب السعودي الذي نال فيه العلامة الكاملة.

وحصل الشعب الإماراتي على المركز الثامن عالمياً في مؤشر «التراحم»، برصيد 91.4 نقطة والمركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا والــ12 على مستوى العالم في مؤشر «العمل الخيري»، برصيد 86.34 نقطة، متفوقاً على شعوب السويد، وسنغافورة، وألمانيا، ولكسمبورغ، والتي جاءت في المراكز من الـ13 إلى الــ16، على التوالي.

ونالت الإمارات المركز الأول عربياً والــ11 عالمياً في مؤشر «التبرعات الدولية»، برصيد 71,20 نقطة وتفوقت الإمارات في «التبرعات الدولية» على سويسرا، وألمانيا وإيرلندا، والتي جاءت في المراكز من الـ12 إلى الـ14، على التوالي. حفظ الله دولة الخير والأخلاق والقيم الإنسانية وأدام عزها ومجدها وأمنها وأمانها.

Email