لا تستمع للتجارب المحبطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد تتلبس البعض حالات تتسبب في انهياره أو في تراجعه أو في انطفاء جذوة الانجاز وشعلة الحماس لديه، وفي الحقيقة ما يسبب مثل هذه الحالة عدة عوامل تحيط بنا دون أن نشعر بها ولكن لها تأثير بالغ على رؤيتنا للأشياء وعلى كيفية تعاطينا معها، الإشكالية الحقيقة عندما يمتد مثل هذا التأثير ليضرب جوانب حياتية مهمة في مسيرتنا، وأقصد أعمالنا وتطلعاتنا وطموحنا.

تأتي حالة الإحباط أو الاستنكاف أو التراجع، بسبب عوامل خارجية، في معظم الأحيان منها المحيط الذي يلتف حولنا ويؤثر علينا وعلى قراراتنا، هذا المحيط قد يكون سبب للتميز أو للإخفاق فأثر الصحبة والرفقة بالغ على حياة الإنسان، فإذا وجدت أناس ايجابيين ينظرون للأمور نظرة واقعية ومنصفة ويؤمنون بقدراتك فإنه ودون شك ستتميز وتبدع، أما إذا كانوا أصحابك ممن ينظرون للأمور بسوداوية وإحباط فإنهم ودون شك سينقلون لك هذه السوداوية، ببساطة يقال أن فاقد الشيء لا يعطيه، بمعنى: إنسان فشل في مرحلة من مراحل الدراسة أو العمل أو في أي من جوانب الحياة، كيف يصبح دارساً ومعلماً ويوجه نصائح ؟

وهذه المعضلة التي نقع فيها يومياً، أننا نرخي السمع لمن هم أقل منا خبرة، ولمن هم محبطين، ولمن هم عاشوا تجارب مريرة تختلف كلياً عنا، أو أنهم عاشوا وفق تفكير وآلية محددة تختلف تماماً عنا جذرياً، هؤلاء كيف يمكننا أن نستلهم منهم الخبرة أو المعرفة أو ننتظر منهم إفادتنا وقد عجزوا عن إفادة أنفسهم، هذه معضلة كبيرة نقع فيها جميعنا ليس في منحى حياتي واحد وإنما في عدة جوانب من حياتنا.

وهذا الخطأ الذي نرتكبه عندما نركن لمن هو أقل مسؤولية ونستمتع له وكأنه يتحدث بكلمات من ذهب هنا نكون فعلاً قد أصبنا أنفسنا في مقتل كما يقال ولوثنا حماسنا وتسببنا في تراجع لحياتنا. على سبيل المثال: تقرر مواصلة تعليمك لنيل شهادة الماجستير، فتسمع أحدهم يقول ماذا ستسفيد منها أنا أحمل شهادة الماجستير ؟، وأنظر أين أعمل.

فهو يقنعك بواقع هو يعيشه، وبسبب هذا الواقع تكون مقتنع بكلماته فتلغي قرارك ولن تعرف فداحة الخطأ الذي وقعت فيه إلا بعد سنوات، هو فعلاً لم يكذب لكنه لم يستفد منها في عمله، لأي سبب، فقد أعطاك جزءً قليلاً من موضوع كبير. ضع خطتك الحياتية وحث الخطى نحو تحقيقها ولا تلتفت لكلمات الآخرين خاصة ممن تعثر في حياته؛ لا تستمع لأي شخص يسبب لك إحباط أو يقلل من طموحاتك أو يحاول أن يسخف أفكارك أو يضعف همتك ونشاطك للعمل والإنجاز والإبداع ببساطة.. لا تستمع للتجارب المحبطة.

 

Email