هنا في دبي.. هذا هو الجمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

وأنا أتصفح تويتر يوم أمس التفت لصورة جميلة تعكس تقدّم دبي… واطلعت على الانطباعات والتعليقات، منهم من عاش أجمل الأيام في دبي، ومنهم من شارك صوراً لزوايا أخرى جميلة في دبي، ومنهم من اشتعل قلبه حسداً، ليثبت لنا نقصاً، ومرضاً اعتدنا تشخيصه… هي متلازمة تُصيب حُساد دبي، من لا يحتمل فكرة أن تكون هناك مدينة بهذا الجمال في الشرق الأوسط، رغم كل ما يجري في محيطها، ورغم فشل محاولات كثيرة للانتقاص منها، أو حتى استنساخها… يمكنكم جميعاً تشخيص هذه المتلازمة في تعليقات كهذه "وأين الجمال في مباني صُنعت، بالمال يُصنع كل شيء" .

"تكلم حتى أراك" قالها سقراط سابقاً، وتنطبق على أصحاب هذه التعليقات، ما نراه فيهم هو ضحالة فكر، ونظرة سطحية لا تلتفت للجوهر، ولا تعرفه أصلاً… هناك مدن حاولت ضخ أضعاف الميزانيات وهُدرت، وذهبت المليارات ولم تعد، وهناك مدن "أعلنت"، عن أطول البنيان، وأكبر المُدن، ولم نر حجر أساسها بعد سطور الإعلانات تلك… وهنا وهناك أفكار، وتخيلات، ووعود وخطابات، لم ينجز منها شيء… 

من السهل جداً كتابة تعليق ينتقص من جمال دبي، ومن الصعب جداً جداً جداً مجاراة جمال دبي… دبي جميلة قلباً وقالباً، مشهد البنيان والعمران يأسر القلوب بلا شك، خاصة عندما تدرك أن الأرض هذه كانت عبارة عن صحراء قبل بضعة عقود… وفي  الناطحات والمحطات، والجسور والطرقات، والتقنيات والخدمات جودة ومستوى يفوق التوقعات… لكن ما هو أجمل هو جوهر هذه المدينة… التفاصيل المهمة التي تغيض الحُساد… الجمال في من يكنس الأرض، ومن يسقي الزرع، وفي كفاح من اختار دبي ليغتنم الفرص، بعدما قست عليه الظروف في مجتمعات لم تفتح له الأبواب…  الجمال في روح أهل دبي الذين شهدوا بأعينهم معنى الاجتهاد في العمل، واتقان العمل، معنى أن تكون هناك رؤية، وقيادة… معنى أن تبدأ الفكرة في العقل، ثم تتحول إلى خطة، ثم تتشارك الأيادي مهمة البناء والتنفيذ والتشييد… مرة بعد أخرى، إنجاز يفوقه إنجاز… 

هنا في دبي، لن يقطع سارق يدك طمعاً في ساعتك، ولن تُخنق للون بشرتك، ولن تطاردك العصابات لمالك، ولن يتهرب الموظفون من إنجاز معاملتك، ولن يقتلك أحدهم معاداة لدينك ومذهبك، ولن ترهب الجماعات المتطرفة عائلتك، ولن تخاف أن تنهار عملتك، ولن تقلق حول مقدرتك على شراء رغيف تطعمه أبناءك… أو دواء لتخفف ألم أحبابك… ولن تخجل من تصريحات وتناقضات إعلامك، ولن يفلت من العقاب من تعدى على حريتك وخصوصيتك… هنا في دبي لن يسلبك أحداً كرامتك، بمال يملكه، أو بمنصب يشغله… وبالمناسبة، كل ما تراه من جمال العمران، والانفتاح، والتقدم، والازدهار، لن يسلخك عن قيمك، وهويتك، هذا لا يحدث هنا في دبي… وهذا هو الجمال يا من لا تفقه شيئاً عن الجمال.

Email