حياكم

شغف الرقمنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في دروب الرقمنة تسير دول العالم أجمع، بعضها توسدت المعرفة والتقنيات واستطاعت أن تحرز تقدماً لافتاً، وأخرى لا تزال تتلمس هذا الطريق، الذي يبدو فيه التسارع عالياً، والذي يؤكد أن من لم يجد له موطئ قدم فيه الآن، سيظل خلف الركب على الدوام، فالرقمنة في أيامنا هذه لم تعد ترفاً كما كانت من قبل، فقد أصبحت جزءاً أصيلاً في حياتنا وتعاملاتنا وحتى علاقاتنا.

الإمارات خاضت هذا الطريق منذ سنوات ونجحت في قطع شوط جيد فيه، نتيجة لاستشرافها المستقبل، ومعرض «إكسبو 2020 دبي» يؤكد على صحة المسار الذي مضت فيه دولتنا، والخطوات التي قطعتها سابقاً، فما أن تلج بواباته، حتى تستشعر مدى أهمية الرقمنة والمكانة التي وصلت إليها، وتستكشف نظرة العالم لها، وكيفية تعامله مع الرقمنة، التي لعبت دوراً مهماً في تعزيز فعاليات المعرض الدولي، وتوسيع نطاق الزيارات الافتراضية له من حول العالم، إذ بلغت منذ انطلاق المعرض في مطلع أكتوبر الماضي وحتى اليوم أكثر من 30 مليون زيارة، %30 منها كانت للأجنحة و%10 لفعاليات الأطفال، أما البقية فكانت للحفلات والعروض التي تقام بين جنبات المعرض الدولي.

إتاحة المعرض الدولي المجال أمام الجميع لزيارته افتراضياً، إنما يفتح العيون على هذا المستقبل، والإمكانيات التي يحملها الذكاء الاصطناعي لنا، كما يكشف عن مدى تطور التقنيات التي اعتمدها المعرض الدولي لجعل زيارته الافتراضية أقرب إلى الواقعية، ما يجعل هذا المعرض هو الأكثر تقدماً رقمياً، ليس مقارنة مع النسخ التي سبقته، وإنما بالنظر إلى طبيعة واقعنا المعاش، وما نشهده من تطور تكنولوجي وتقني.

ما يقدمه معرض «إكسبو 2020 دبي» من تقنيات، يفتح عيوننا على المستقبل، يدعونا إلى استشرافه والاستعداد إلى ما هو مقبل في هذه الصناعة التي تمتاز بارتفاع إيقاعها وسرعة تطورها، ليعكس ذلك مدى الحظوة التي تمتلكها دبي في هذا المجال، بوصفها حاضنة للمعرض الدولي الذي طالما مثّل عيناً على التطور والمستقبل.

Email