الخامسة صباحاً

حصاد 2021

ت + ت - الحجم الطبيعي

«حصاد 2021» هو عنوان السباق الأبرز بمختلف وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي مع نهاية ديسمبر من كل عام في حالة من توثيق وأرشفة الأحداث، كما تقوم الحكومات بمراجعة الخطط وتقييم الأعمال والتعامل مع المتغيرات بما يلائم قدراتها وأهدافها، وأتساءل مع نفسي ومعكم ما هو العنوان الأبرز في سجلاتنا الشخصية لعام 2021، وما هو حصادنا في عام 2021، وما هو حصادنا فيما مضى من أيام العمر؟ فهل هي صفحات منسية أم أردنا نسيانها؟ وماذا سنكتب في سجل التقرير السنوي لحياتنا؟ هل هو مزيج من الإنجاز والفشل أم مشاركة بين الغياب والنسيان.

ومن منا سيقف أمام نفسه ليسجل نسبة إيجابية أعلى من السلبية مع تسابقنا جميعاً للتسجيل في سلبية الإصابة بالجائحة، لقد استوقفتني حالة الفرح عندما تظهر كلمة Negative (سلبي) عند وصول نتيجة فحص (كورونا)، طاف خيالي بهذه الكلمة فمن منا يقبل وصفه بالسلبي أو أن يقال له لست إيجابياً، وهنا حيرة جديدة في توصيف دقة الأيام ومعانيها بل ومعني ما أنجزناه أو أخفقنا فيه.

ويعقب حصاد العام الذي يشكل الورقة الرئيسية في البرامج والنشرات والتقارير في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمتلفزة وخاصة يومي 30 و31 ديسمبر، برامج تنبؤات العام الجديد، فمن منا أجرى الحصاد وتنبأ بالقادم؟، ولنكن أكثر جدارة في الحفاظ على حياتنا بمراجعة ما حققناه في مختلف أمورنا وفي صدارتها الجانب القيمي والثقافي والسلوكي ويليها الجانب المادي والتخطيط المستقبلي للأسرة.

لن أقول لنبدأ من جديد بل لنواصل ونطور ونغير ونحن على ثقة بأن القادم أفضل، الحصاد لا يعني الوقوف سواء مع تحقيق الإنجاز أو مع حدوث الإخفاق، فجميعنا عاش لحظات كانت سمتها الإخفاق لكنها مع مرور الأيام شكلت قاعدة الانطلاق للإنجاز ولولا الخطأ ما عرفنا الصواب.

وأدعوكم لكتابة الحصاد مبكراً ليكون سيرة ذاتية فيها الحب والألم، حكاية يوم أو حكاية عام، قصة أم رواية لعام 2021 والذي شاهدنا فيه شمس العافية تشرق علينا من جديد لنخطو نحو المستقبل بمزيد من الأمل والصمود أمام التحديات الناجمة عن الجائحة والتعايش معها وتداعياتها بمزيد من الخبرة في الإجراءات الاحترازية والتكيف مع المتغيرات الحياتية، لقد اختبرتنا الجائحة أفراداً وشعوباً وحكومات فعلمتنا الإغلاق والإحجام والأمل للحياة السابقة ومعرفة قيمة الوقت والحياة.

هل يمكن أن نخطو لقادم بحصاد مختلف، بحصاد يعلو فوق الزمان والمكان، بحصاد يحمل الـتآلف، هل نعبر للعام الجديد برغبة في تسجيل الحصاد على مدار العام في اتجاه العطاء وتطوير الذات وامتزاج القيم بالتطور، سؤال ستجيب عنه أيامنا القادمة وآمل أن تكون في اتجاه يحمل عنوانه: نعم كل منا له أن يفتخر بحصاده.

Email