لا تتوقف عن الحلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعتقد أن الإنسان دون أحلام، إنسان بلا مستقبل، قد يتفق معي البعض، وقد يختلف معي آخرون، لكن تبقى الأحلام جوهرية في حياتنا، صدقوني، تلك التي تسمى أحلام اليقظة، في غاية الأهمية لوجودنا، من خلالها نرتب للوثبة القادمة، وبواسطتها نعمل نحو تحقيق ما نصبو ونتطلع له، ودونها نبقى كالبطارية الفارغة من الشحنات الكهربائية.

الأحلام مشاعة، للفقراء والأغنياء، وللصغار والكبار، على حد السواء، مارسوا الحلم، لكن لا يطغى على الواقع، ولا تأخذكم لذته بعيداً عن قسوة وهم الواقع، اهرب نحو الحلم، ولكن أرجع سريعاً للواقع، خفف من الضغوط بالحلم، واهرب من الإخفاقات بالأحلام، لكن لتكن دافعاً لك نحو بذل المزيد من الجهد للنجاح والتقدم.

يُقال في الأمثال: الشيء إذا زاد عن حده انقلب لضده، وهذه المقولة أو المثل، مفيدة في كثير من جوانب حياتنا، فالعسل لو تناولته دائماً وباستمرار، قد يسبب لك المرض، وقِسْ على ذلك الكثير من الجوانب في حياتنا. هذا ينطبق تماماً على أحلامنا وتطلعاتنا، فلو ظللنا نحلم ونفكر بتحققها، مكتفين بما يُقال عنه حلم اليقظة، فإننا سنخسر واقعنا، وأيضاً سنحطم تقدمنا، وفي نهاية المطاف، سنفشل.

يقول الروائي والقاص البرازيلي باولو كويلو: «لا يستطيع الإنسان مطلقاً أن يتوقف عن الحلم، الحلم غذاء الروح، كما أن الأطعمة غذاء الجسم، نرى غالباً خلال وجودنا أحلامنا تخيب، ورغباتنا تحبط، لكن يجب الاستمرار في الحلم، وإلا ماتت الروح فينا».

Email