عيد الاتحاد الخمسون.. شهادة بعبقرية القيادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم الثاني من ديسمبر 2021، ليس ككل يوم، والعام الخمسون من عمر اتحادنا ليس ككل عام، فوطننا الغالي يستكمل في هذا اليوم مسيرة طويلة مكللة بالفخر والعزة والنجاحات الاستثنائية، ويستهل خمسينية جديدة يطمح خلالها إلى بلوغ قمة التنافسية العالمية.

50 عاماً مضت تحققت خلالها أحلام وطموحات قادة عظام، على رأسهم المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فالإمارات اليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تمضي بثبات وثقة على دروب المجد بوعي استراتيجي عميق يستوعب دروس الماضي، ويقف على حقائق الحاضر ويستشرف المستقبل، وفق تخطيط دقيق مدروس جسدته وثيقة «مبادىء الخمسين»، التي تؤكد أن أرض الإمارات، هي أرض القادة العظام والأحلام والطموحات التنموية التي لا تنتهي.

ولا تحدها حدود الزمان أو المكان، وهي أرض القادة ذوي العزائم القوية والإرادة الصلبة التي لا تلين، والذين حولوا اسم الإمارات إلى معنى ورمز وقيمة عالمية، تحمل كل معاني ودلالات الفخر والولاء والاعتزاز وشرف الانتساب إلى راية هذا الوطن العظيم.

إن الثاني من ديسمبر بعد عامه الخمسين يسجل لتجربتنا الوحدوية الفريدة، التي كانت ولا تزال، موضع اهتمام ودراسة المتخصصين والباحثين في كل أرجاء العالم، شهادات جديدة بعبقربة القيادة التي لم تتحمل فقط عبء مرحلة البناء والتأسيس، بل رسخت قيماً ومبادئ وثوابت تسترشد بها سفينة الوطن في ظل قيادتنا الرشيدة، ويلتف حولها أبناء شعبنا الغالي إيماناً منا جميعاً بأن الإمارات يجب أن تظل منارة إشعاع، ونموذجاً حضارياً ملهماً، تستمد منه كل الشعوب الدروس والفوائد اللازمة للنهوض والتقدم والتطور.

وفي هذا اليوم الأغر نستذكر بكل فخر واعتزاز جهود القادة المؤسسين، وفي مقدمتهم المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما نتقدم بعظيم التقدير والولاء إلى قيادتنا الرشيدة، وإلى كل من أسهم في نهضة هذا الوطن وارتقاء البناء حتى بات على ما نرى اليوم من شموخ وعزة وإباء، كما نستذكر أدواراً عظيمة، قام بها أبناء قواتنا المسلحة البواسل في دعم عملية التنمية وتوفير أجواء الأمن والاستقرار اللازمة لها، فضلاً عن رفد مسيرتنا النهضوية بما تحتاج إليه من رجال وقادة تشبعوا بقيم ومبادئ انسانية أصيلة، كما نستذكر تضحيات شهدائنا الأبرار.

إن الذكرى الخمسين لتأسيس اتحادنا المبارك هي محطة زمنية فاصلة بين زمنين، وتطلعين وطموحين يكملان بعضها البعض، وينطلقان من القيم والمبادئ ذاتها التي غرسها في هذه الأرض الطيبة قائد مؤسس عظيم لا يزال مصدر إلهام للقادة والبشر جميعاً حول العالم، وهي مناسبة مهمة لتقديم شكر مستحق والتعبير عن مشاعر تقدير فياضة لقيادة أنعم الله بها علينا، لا تألو جهداً في سبيل تحقيق أقصى مستويات السعادة والرفاه لشعبها، الذي يبادلها وفاءً بوفاء وحباً بحب.

ولا يدع فرصةً تفوته للتعبير عن الولاء والالتفاف حول قيادة تسهر على راحة جميع أبناء الوطن، بل لا تتوانى عن تقديم يد العون لإغاثة الملهوف ومساعدة كل محتاج في جميع أنحاء العالم، من دون تفرقة بين لون وجنس وعرق، فالقيادة التي نشأت في مدرسة زايد الخير والعطاء، تعلمت جيداً كيف تُبنى الدول، وكيف تُستثمر قدرات الشعوب ومواردها البشرية والطبيعية، وتعلمت كيف تنشر الخير وتصنع السلام، وتحفز الجميع على العمل والبناء.

وإننا إذ نعلم جميعاً أن خمسينية اتحادنا المجيد ليست كأي ذكرى وليست محطة زمنية عابرة بل عنواناً فارقاً لمرحلة جديدة من تاريخ وطننا، يُستكمل فيها البناء والتقدم، وتعلو فيه رايات الوطن من الأرض وصولاً إلى الفضاء، ويحلق اسم الإمارات عالياً في مجالات العلوم والتنمية ومهارات الإبداع والابتكار كافة، ونتزود فيها من خلال ما تبثه في شرايين أبناء الوطن جميعاً من قوة دافعة للعمل والإنتاج، نتزود بالمزيد من الحماس والعزم والإصرار على مواصلة السير نحو الأمام، كي نواكب تطلعات وطموحات قيادتنا الرشيدة، ونحقق أحلام شعبنا الغالي في أن تبقى الإمارات حلماً، يرادو الجميع في شتى أنحاء العالم للعيش فيها والتمتع بما تكفله لأبنائها والمقيمن فيها من رخاء وسعادة وازدهار وأمن واستقرار.

 
Email