فن التجاهل

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن التجاهل فن، نحتاج لتعلمه وإتقان طريقته، لأن هناك جوانب لا يجب فيها ممارسة التجاهل، وخاصة المجالات التي تتعلق بالحقوق والواجبات، فكيف يمكن أن تمارس التجاهل في حق مالي مستحق لك؟ أو كيف يمكن أن تتجاهل تهديداً يمسك ولا تلتفت لمعالجته والتعامل معه؟ هناك أمور حيوية تتطلب المسارعة في التعامل معها، ويعد التجاهل فيها كارثة حقيقية، على سبيل المثال لديك ابن ترى أنه يصاحب ثلة ممن عرف عنهم سوء الخلق، فهل تتجاهل، أم تقوم بدورك أباً ومربياً، وتعالج هذا الخلل؟ التجاهل هنا إهمال لدورك ورسالتك في الحياة. ولذا فإن التجاهل فن يجب أن نتعلم مهاراته ومتى نتعامل به ومتى نتجنبه تماماً. الشاعر والكاتب والروائي والفيلسوف جورج ماكدونالد، له كلمة جميلة في هذا السياق، قال فيها: التجاهل وقت الغضب ذكاء، والتجاهل وقت المصاعب إصرار، والتجاهل وقت الإساءة تعقل، والتجاهل وقت النصيحة البناءة غرور، فانتبه متى تتجاهل. حالة التجاهل ليست حكراً وحصراً في بيئة العمل، بل قد تكون حتى داخل أسرنا، تجاهل ما تقدمه الزوجة من جهد وعمل داخل منزلها أو تجاهل ما يبذله الزوج من جهود مضنية لاستقرار أسرته، أو تجاهل ما يفعله صديقك من أجلك ولمصلحتك أو تجاهل الثناء على مبادرة جميلة من جارك، هذا التجاهل قد يقع عن تعمد وقصد وفي أحيان من دون أن نعلم، نتيجة للغفلة أو النسيان أو التعود على مثل هذه الخدمات. لنزجِ الشكر ونعبر عن الامتنان، لنثنِ على كل من يعمل ويحاول الإنتاج، لنشجع بكلمة ترفع المعنويات وتجعل النفس تسعد وتفرح، لنتخلص من الجمود والقسوة في المشاعر. حينما يقدم لك أحدهم معروفاً، فإن صمتك تجاهل غير مبرر.

التجاهل، ببساطة ألا تركز على كل من يحاول النيل منك، تتجاهل حتى يصبح الجميع بقربك، وحتى يدركوا أخطاءهم وزلاتهم.. لنثق ولنتجاهل، لحياة أكثر رحابة وجمالاً ونجاحاً.

ببساطة لنتعلم التجاهل، لنتعلم أن نسير على خيط خفيف من التسامح ومحاولة إغلاق الإذن عن الإصغاء، والتمرير والتناسي، وسنكون بخير.

Email