نموذجٌ واعتراف.. كلمةٌ في مجد الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين ترى معالم التوفيق في مسيرة الإنسان والدول فاعلم أن البدايات كانت موفّقة ومؤسسة على النيات الطيبات، وحين ينظر المرء بعين البصيرة في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تنتقل من مكانة رفيعة إلى مكانة أكثر رفعة، يتذكر فوراً تلك الوجوه النبيلة الطيبة التي قامت على تأسيس هذه الدولة، ورسّخت بناءها على القيم الرفيعة والنظرة الواسعة والأخلاق السياسية النبيلة، فمنذ أن نشأت دولة الإمارات قبل خمسين عاماً وهي تحظى بمكانة فريدة بين جميع الأمم والشعوب كنموذج متفرد في سلوك سياسي وحضاري نادر المثال، وها هي اليوم تحصد ثمرة تلك الغِراس الطيبة وتبلغ الإمارات من المجد والمنزلة السامية بين الشعوب والأمم ما كان يصبو إليه المؤسسون الكبار عليهم رحمة الله وتقبلهم في الصالحين من عباده.

في تغريدة تفوح بعطر البشارة والفخر، أطلّ علينا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على حسابيه في تويتر وإنستغرام بوجهه الطلق المُحيّا ليزفّ لشعبه النبيل بشرى الاعتراف الدولي بالنموذج الإماراتي في استشراف المستقبل وصناعة التنمية من خلال واحدة من أعرق المؤسسات الدولية هي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وبالإجماع على اعتبار دولة الإمارات النموذج الأمثل لدولة المستقبل، ليكون هذا الاعتراف الدولي بمثابة تكريم تستحقه هذه الدولة التي تسير نحو مستقبلها بخطى راشدة وتصميم بديع.

«اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالإجماع اليوم الوطني لدولة الإمارات الموافق للثاني من ديسمبر يوماً عالمياً للمستقبل، تحتفي فيه كافة دول العالم باستشراف مستقبلها التنموي، وجاهزيتها في صناعة فرصها وخططها لأجيالها المقبلة» ؛ بهذه النبرة المملوءة بمشاعر الفخر افتتح صاحب السمو هذه التدوينة الثمينة التي تحكي فصلاً مشرقاً من تاريخ هذا الوطن الذي انتزع اعتراف المجتمع الدولي بمسيرته الراشدة في الحكم وصناعة المستقبل، حيث إنّ دولة الإمارات تجمع في سياستها وبتوازن عجيب بين ترشيد الحاضر والتخطيط للمستقبل، فهو هاجسها الأكبر، وتُسابق الزمن كي تظل مسيطرة على مستقبلها حفاظاً منها على حقوق الأجيال القادمة، وتأدية لحق الأمانة المنوطة بها، فكان ذلك سبباً دافعاً وأصيلاً للتفكير الدائم بالمستقبل بحيث ارتبطت خططها به، مما جعلها بحقّ نموذجاً يُحتذى به في هذا المجال، حتى جاء هذا اليوم الذي فازت فيه بهذا الاعتراف الدولي المَهيب باعتماد يومها الوطني الموافق للثاني من ديسمبر من كل عام يومًا عالميًّا للمستقبل تحتفي فيه دول العالم بهذا النمط الفريد من التفكير الذي يقوم على استشراف المستقبل وتلمّح آفاقه، وتفحّص جاهزية هذه الدول وخططها لصناعة الفرص القادمة التي تضمن لأجيالها مزيداً من الأمان والعيش الكريم.

«الاعتراف الدولي بدولة الإمارات كدولة للمستقبل ونموذج لاستشرافه ومحطة رئيسية لصناعته هو تقدير عالمي يضع علينا مسؤولية أكبر في تطوير قدراتنا لنكون نموذجاً لاستشراف المستقبل ومواكبة متغيراته والاستفادة من فرصه أمام كافة حكومات العالم» ؛ بهذه الروح العالية وهذا الإحساس العميق بالمسؤولية استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذا التكريم العالمي للإمارات، حيث رأى فيه تقديراً حقيقياً لهذه الدولة النموذجية في هذا المجال والتي تفوقت على كثير من الدول ذات السبق الحضاري، فجاء هذا التقدير العالمي الكبير ليضع مزيداً من المسؤوليات على كاهل قادة هذه الدولة في المقام الأول وعلى كواهل جميع من ينتمي لهذا الوطن الأصيل، فأن تكون في المقدمة يعني أن تحافظ على موقعك، وأن تتقدم إلى مواقع جديدة لكي يظل نموذجك في مدار التفوق والقدوة، وهذا هو قدر الإمارات أن تظل النموذج والمثال أمام جميع شعوب العالم التي ترقب تجربتها بكل تقدير واحترام، وترمقها بعين الرضا والإعجاب.

«كلّ عام ودولتنا بخير، ومستقبلنا أفضل وأكبر وأعظم»، وهل هناك أجمل وأروع من هذا التكريم الدولي لهذا الوطن الكريم الذي ينتظر أياماً معدودات كي يحتفل بمرور خمسين عاماً على نشأته.. خمسون عاماً من العطاء والبذل والعمل والإنجاز في مسيرة راشدة أصبحت نموذجاً مُلهماً لكثير من دول العالم المتقدم الذي يحترم الإمارات ويُقدّم لها التقدير الذي يليق بها في عالم يموج بالصخب والضجيج، ليظل هذا الوطن الأصيل مرفوع اللواء، محترم المكانة، سديد المسيرة نحو مكانته اللائقة به في عالم التقدم والحضارة.

Email