حتى لا نخسر السباق

ت + ت - الحجم الطبيعي

كما يقال كل الطرق تؤدي إلى روما، يمكن القول جميع الطرق تؤدي إلى المستقبل، وذلك لسبب بسيط أننا في حركة دائمة ومستمرة ولا يوجد توقف، فالحاضر سرعان ما يتحول إلى ماضٍ، وما كنا نعتبره قبل شهر أو أسبوع أو يوم، مستقبل، يصل للواقع ويصبح حاضراً، ثم سرعان ما يذهب نحو الماضي، ومن هنا نفهم أن المستقبل قادم لا محالة، بل هو قادم أردنا أو لم نرد، لكن السؤال الحقيقي ليس عن قدوم المستقبل الحتمي البديهي، وإنما عن ماهيته.

ومن خلال مثل هذه الأسئلة عن قادم الأيام، نفهم ضرورة العمل واستغلال الوقت والتخطيط الجيد، حتى تكون أيامنا القادمة أكثر ثراء وراحة وسعادة، ودون مثل هذه الآلية أو دون هذا التفكير العملي فإنه يخشى أن نقع في الكثير من المطبات المستقبلية.

من أهم المشاكل التي قد نواجهها في حاضرنا وتعيق فهمنا للمستقبل، أو تمنعنا من الاستعداد الجيد له، هي كلمات التثبيط التي قد تصدر من أقرب الناس لنا، أو كلمات التقليل من الاستعداد للمستقبل والتجهيز لاستقباله بالمزيد من العلم والمعرفة والتخطيط، هناك من يقلل من سطوة المستقبل ومن أي جهد يستهدف مواكبة التطورات والتغيرات التي قد تحدث في قادم الأيام.

يقول المؤلف الكاتب المسرحي والشاعر البلجيكي موريس بوليدور ماري برنار ماترلينك: عند كل تقاطع طرق يقودنا نحو المستقبل، ترى التقليد يزرع آلاف الحراس الذين يحرسون واقعنا وماضينا. وهذه مشكلة حقيقية يمكن أن نلاحظها بشكل واضح، وهي التوقف عند الماضي أو اعتبار أن الحاضر هو من يملك الكلمة العليا، وبالتالي تفكيرنا وأعمالنا تنصب كردة فعل لذاك الماضي أو لهذا الحاضر، دون أي اهتمام بالغد وبقادم الأيام، وهذه مشكلة حقيقية، توضح فداحة تجاهل التخطيط وعدم امتلاك الرؤية الصحيحة، ومعها تغيب المنجزات ونخسر سباق التفوق والتميز.

 

Email