الكلام لن يذهب بعيداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع أن هناك سطوة وقوة واضحة للكلمات، للدرجة التي تم تشبيهها بالرصاصة التي إن انطلقت لا مجال للتراجع عنها، وكثيراً ما قال الحكماء إنهم ندموا على الكلام، ولكنهم لم يندموا على الصمت، وغيرها الكثير من الآراء التي توضح أن للكلمة قوة وتأثيراً بالغين، ومع هذا كثير من المواقف والفعاليات في الحياة لا تحتاج لتلك الكلمات، بقدر الحاجة للفعل، الحاجة لموقف حقيقي يتضح من خلاله التصميم والإصرار والعمل.

ولذا نجد أن هناك هوة كبيرة وواسعة بين من يتحدث ويكتفي بسرد الكلمات العامة، وذلك الذي عرف عنه التنفيذ والعمل، وأن العمل والإنجاز له الأولوية قبل الكلام.

 ومن هنا يتضح أننا نحتاج في الحياة إلى الفعالية والعملية أكثر من تلك التي يتم خلالها سرد الكلمات كشعارات، أو أن تكون عبارة عن وعود، يمكن أن تتحدث كثيراً عن إصرارك، وجدك واجتهادك في المدرسة، ولكن لن يكون لكل هذا الكلام مهما كان جميلاً وعميقاً ومؤثراً وجاداً، أي قيمة حينما تتوجه لأداء الاختبارات، لأن المطلوب فعل إيجابي في استذكار الدروس والجد والاجتهاد، بشكل عملي، تمسك خلاله الكتاب وتقرأ وتجد وتجتهد، الحال نفسه في بيئة العمل، لا يمكن أن تقنع مديرك ولا مرؤوسيك بصفة عامة بأنك متميز ونشط وبأنك تنجز إن لم يكن هناك فعلاً على أرض الواقع عمل احترافي تقوم به ويتضح أثره الإيجابي ويمس الآخرين.

وكما يقول خبير القيادة، والمؤلف المعروف عالمياً، جون سي ماكسويل، الذي قدم للمكتبة المعرفية للبشرية أكثر من 60 كتاباً، وبيعت من كتبه أكثر من 13 مليون نسخة، إذ قال: قد يسمع الناس كلماتك، ولكنهم لن يشعروا إلا بمواقفك. الكلمات شيء والمواقف العملية الفعلية شيء آخر، وبينهما هوة وفرق شاسع، ولذا علينا جميعاً التنبه إلى أن الكلمات تبقى عاجزة ولن تصل بنا بعيداً وخاصة في مجالات مثل تطوير المهارات والعلم وجودة العمل.

 

Email