الحقيقة لا تتأثر بالمجاملة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصدمك البعض خلال جلسة محملة بالحوار أو النقاش العابر، خاصة عند اللقاء في جمعات مع الأقارب أو حتى في بيئة العمل، خلال نقاش لمشروع أو مبادرة أو تطوير أو نحوها من المهام، يفاجئك عندما تصدر منه كلمات قاسية وحادة، وعندما تبادر لتنبيهه لمثل تلك الكلمات وقسوتها، وأنها قد تتسبب في جرح الآخرين أو من يتم توجيهها له، يرد عليك بقوله إنه صريح وواضح، ولا يقول إلا الحقيقة كما هي، وهنا يظهرك وكأنك تطلب منه أن يقول شيئاً غير صحيح، أو أن يسرد معلومات غير حقيقية أو غير مكتملة، وفجأة، تصبح في وضع الدفاع عن نفسك، وتبدأ في حالة من توضيح وجهة نظرك، وبأن قصدك أن يخفف من حدة كلماته لا أكثر، فيرد أن الحقيقة كما هي، لا يمكن أن تخفيها، ولا أن تبسطها، ولا أن تقلل من وضوحها، وتدخل في حالة من الشرح، وهو في مرحلة ثانية من الزج بالكلمات القاسية، وتصبح أنت المستهدف الآن فقط. 

أعتقد أن أمثال هذه الفئة يوجد لديهم خلط واضح بين القسوة والحدة في الكلام، من جانب، وبين قول الحقيقة في جانب آخر، وتبعاً لهذا يظهر أنهم لا يفرقون بين الاثنين. يمكن لرسائلنا ووجهات نظرنا أن تصل للآخرين، وتكون قلوبهم وعقولهم مستوعبة ومقتنعة بما نقوله من آراء دون الكلمات القاسية، وبالابتعاد عن الحدة، أما من يتحدث دون هوادة، ولا رقيب أو تحكم بما يقوله فمن الأفضل له أن يلوذ بالصمت، لأنه لن يجد من يُصغي له ولا من يستمع، ولا من يقتنع. 

المؤلف الأمريكي جاكسون براون، الذي اشتهر بتأليفه كتيب عن إرشادات الحياة، وحقق أفضل المبيعات حسب جريدة «نيويورك تايمز»، قال: «المجاملة لا تعني أن تكذب، بل أن تقول الحقيقة بطريقة لطيفة»

Email