حماية للابتكار والتطور البشري

ت + ت - الحجم الطبيعي

في هذا العصر، ومع ثورة المعلومات وتزايد مواقع التواصل الاجتماعي، وتعددها وتنافسها الواضح، بات نقل المعلومات أكثر سهولة وبساطة، إذ تعددت الوسائل والطرائق ولم تعد المعلومة المكتوبة أو المصورة المصدر الوحيد بل قد تأتي من خلال مقطع فيديو تم إخراجه بشكل احترافي ومؤثر، والمشكلة تكمن دوماً في المحتوى والمضمون، إذ نرى ونسمع، كل يوم مواضيع لا تمت للحقيقة بصلة لا من قريب أو من بعيد، وتروج الأكاذيب وتصنع الشائعات وتنتشر، وبعد أن انتشارها السريع كالنار في الهشيم، يبدأ صوت واهن خفيف يوضح ويفند ويصحح، حقائق تاريخية تم المس بها، رموز وشخصيات تم الكذب عليها، حقائق علمية تم التشكيك فيها، وهذه الممارسات مؤذية بل قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، فضلاً عن إثارة النعرات والفتن والعراك وتنامي الكراهية وتزايد العداوات.

 فعلى سبيل المثال لا الحصر مروجو الشائعات عن اللقاحات، سببوا انتشاراً لفيروس «كوفيد-19» لدى بعض الدول، والآن بتنا نقرأ عن مدن أوروبية تفكر في الإغلاق التام، وهذا يعني أنهم عادوا للمربع الأول، جولة توضح لك حجم الانفلات وغياب الضمير على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يوضح الحاجة لقوانين تجرم وتحد من هذه التجاوزات الصارخة بحق العلم والمعرفة، وبحق المحبة والتسامح، وأيضاً في حق الحقيقة. وكما قال المؤلف الأمريكي الشاعر والقاص مارك توين: يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض في انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها.


وهذا بالضبط الذي نعانيه في هذا العصر، صناعة الأكاذيب تتم حول حقائق علمية ثابتة، حول مواضيع متفق على سلامتها وصدقيتها، لا أحد يطالب بنزع حق الناس في التعبير عن آرائهم، ولكن يجب الحد من سطوة المرجفين والمشككين ومروجي الشائعات، حماية للمنجزات البشرية وللحقوق الفكرية، حماية لحركة الإبداع والابتكار التي تتعرض لهجمات سلبية تحاول النيل من فائدتها وأثرها الإيجابي في المجتمعات.

 

Email