خطأهم وليس فشلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك حاجة ماسة لنفهم رغباتنا وحاجتنا الشخصية، وأن ندرك أنها تختلف تماماً عن حاجات ورغبات الآخرين، في السياق نفسه أرى أنه من الأهمية أن يتم تربية الأطفال على الاستقلال في التفكير، والتوجه نحو ما يرغبونه في المستقبل لا إلى ما يفضله الأب أو الأم أو المقربون منهم، مفهوم ما نريده وما يريده الآخرون، يكاد يكون غائباً عن ذهن وتفكير الكثير خاصة الفتيات والشباب، ومن هم في مقتبل العمر، وعلى أبواب المستقبل، حيث يتأثرون بكلمات وتشجيع المقربين منهم، ولا يعطون أنفسهم مساحة للتفكير والنظر في رغباتهم وتطلعاتهم، وهذه معضلة حقيقية تحتاج للتوقف عندها ودراستها، لأن الموضوع لا يتوقف عند الشباب، أو عند صغار السن، الذين يتعرضون لزخم من التأثير على رغباتهم، ومحاولة تغيير ميولهم المعرفية وتوجههم المستقبلي، بل الموضوع يشمل حتى الكبار، ومن هو في وظيفة أو يقوم بأداء عمل يومي، حيث تبقى آراء الآخرين ووجهات نظرهم ماثلة، لا تكاد تتوقف، الجميع يطرح رؤيته المستقبلية، وكيف تؤدي عملك وكيف تنجز، ويحاول أن يوجه هذا أو ذاك لتنفيذ هذه ما يراه، وما يعتقد أنه صحيح، دون النظر للرغبة ولا الهواية ولا المعرفة أو الخبرة أو المهارة، التي قد يستند إليها البعض. كما هو معروف يتميز العقل البشري بالتنوع والاختلاف،

وهذا التنوع يعد واحداً من أهم مسببات التطور، التي قادت البشرية نحو مصاف الرقي والحضارة التي نعيشها اليوم، لذا يصبح اختلاف ابنك أو أخيك أو صديقك عنك في التفكير، وفي النظر للمستقبل أو في الأولويات، أمراً طبيعياً يثري الحياة. عالم الفيزياء النظرية الأمريكي، ريتشارد فيليبس فاينمان، له كلمات في هذا السياق جاء فيها: ليست عليك أي مسؤولية لتحقيق ما يعتقد الآخرون أن عليك إنجازه، ليست عليّ أي مسؤولية لأكون كما يتوقعون مني أن أكون، هذا خطأهم، وليس فشلي.

Email