حيّاكمـ

التسامح والوصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يتوقف نبض ساحة الوصل في معرض «إكسبو 2020 دبي»، في الصباح يقف الجميع احتراماً لأعلام تُرفع، وسط احتفالات رسمية بأيام وطنية لدول أخرى، يتابعون طقوساً قد تبدو جديدة عليهم، جلها تنقل نبض الأوطان وثقافاته إلى المكان، بينما في الليل، يختلف المشهد، فالجميع يراقبون ألوان القبة وعروضها المختلفة، يتابعون حكايات وقصصاً رسمت على جدران القبة، يتأملون تفاصيلها، ويتابعون بخشوع حركة عصافير بيضاء ترفرف بجناحيها كلما انطلق صوت الأذان في فضاء المعرض الدولي.

تحت قبة الوصل، يلتقي العالم، لا فرق بين أعجمي وعربي وبين أبيض وأسود، فكلهم تحتها كأسنان المشط، تلهج ألسنتهم بلغات بعضها شرقية وأخرى غربية، مختلفة في حروفها كما إيقاع كلماتها، يضحكون ويتسامرون، ينسجون خيوط العلاقات في ما بينهم، يلقون التحية على بعضهم بعضاً، ويتبادلون بضع كلمات، يفهمون بعضها ولا يعرفون المعاني الكامنة وراء أخرى، ولكنهم يفترضون أنها تأتيهم محملة بالحب والسلام.

تحت القبة يتجلى معنى «الوصل» وتحضر دبي باسمها القديم، ومعها إرثها وبعض من ملامح تاريخها، تذكرك كيف كانت ولا تزال معبر الثقافات والحضارات، وجامعة الناس تحت سمائها، وكذلك كانت دبي منذ الأزل ولا تزال، فقبة الوصل جاءت لتجسد التاريخ المكتوب واقعاً، وترفع من مكانة دبي التي تحتفظ بمكانة عالية في ذاكرة الناس وأفئدتهم، فالكل يهتف بحبها، ويقطع محيطات وأميالاً طوالاً لزيارتها والاستمتاع بأجوائها .

ذلك المشهد يتكرر يومياً تحت ظلال قبة الوصل، حيث الجميع يتحركون وهم يحملون هواتفهم المتحركة لتوثيق المشهد الذي يجسد التسامح في أبهى صوره، حيث المعرض الدولي يجمع المجتمعات على اختلاف أديانها وثقافاتها، ليعزز التعايش في ما بينها، ماداً في ما بينها أواصر المحبة والتفاهم والأخوة، ليحيي بذلك الأمل الكامن في نفوسنا جميعاً، بأن العالم لا يزال بخير وأن الإمارات جامعة له تحت سمائها.

Email