لا تتردد قم بالبكاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

في معظم ثقافات المجتمعات، البكاء ينم عن الضعف، وهناك من يعتبره خصلة نسائية، ولا يجب أن يبكي الرجال، والحقيقة أن مثل هذه العادات، أو مثل هذه الآراء، تنم عن الكثير من السطحية، وبعيدة تماماً عن روح العلم والمعرفة، لأن هناك سيلاً من الدراسات والبحوث في هذا المجال، وجدت أن البكاء مفيد للإنسان، وأنه يسهم في تخفيف الضغوط الحياتية، بل يجنبه بعض الأمراض، كالسكري وارتفاع أو انخفاض ضغط الدم ونحوها.

مع الأسف، أن هناك منعاً من بعض الآباء والأمهات، لطفلهم من التعبير عن حالة الحزن والألم، عندما تمر به بالبكاء، بل ويقولون له إن البكاء للجبناء أو للضعفاء، أو البكاء للنساء، وتترسب مثل هذه المقولات في عقل ووجدان الطفل الصغير، وتكبر معه، وعندما تحاصره هموم وضغوط الحياة، ينفجر من الألم بأحد الأمراض المميتة، كالجلطات أو الموت الصامت، والذي يطلق على ارتفاع ضغط الدم، أو بالإصابة بالسكري. عندما تعبّر عن حالتك الحزينة أو الضغوط بالبكاء، أنت تقوم بالتنفيس عن نفسك، وكأنك تفسح وتزيح حملاً ثقيلاً من على كاهلك، وتلقي به بعيداً عنك، عندما تمتنع عن البكاء وأنت في لحظة تحاصرك فيها مشاعر الألم والهم والحزن، فأنت كمن يحاصر كل هذا داخل العقل والروح، وقد تكون لجسدك طاقة محددة للتحمل، ولكنه في أي لحظة سينهار. 

قالت الشاعرة الإنجليزية الروائية شارلوت برونتي: البكاء لا ينم عن ضعف منك، فمنذ لحظة ولادتك، هو الدليل على أنك على قيد الحياة. 

ولنتذكر أن البكاء، حسب الدراسات العلمية والبحثية، يخلصك من المشاعر السلبية المكبوتة داخل جسدك، ولعل الأهم أن البكاء يفرز هرموني الاوكسيتوسين والاندورفين، وهما هرمونا السعادة، والذي أعتقد أننا بحاجة ماسة لهما، وهناك فوائد كثيرة صحية ونفسية للبكاء، المهم عبّروا عما في النفس من ألم بالبكاء... أريحوا أنفسكم.

Email