إكسبو وأطفالنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجولة في معرض إكسبو 2020 دبي هي زيارة إلى المستقبل، وأعتقد أن هذه المقولة لا تبتعد عن الواقع، لأن كثيراً مما يتم عرضه بين أروقة هذه المساحة المكانية الفريدة عبارة عن مشاريع مستقبلية، والبعض الآخر عبارة عن مشاريع ومبتكرات يتم العمل عليها الآن، ولكن ستنتج بعقلية الغد وذهنية المستقبل الواعد.

زيارة إكسبو 2020 دبي زيارة لهذا المستقبل الواعد، وأعتقد أن كل أب وأم معني تماماً بأن يتواجد هو وأسرته وأطفاله في مختلف أجنحة ومواقع إكسبو دبي العالمي، خاصة وأن الكثير من الفعاليات والكثير من المشاريع التي تعرض والكثير من المنتجات والمبتكرات هي غير موجودة الآن، لكنها ستوجد في غضون سنوات قليلة، وعندما يراها الأطفال بعقولهم الواعدة الناشئة المتوثبة المتحمسة لهذا الغد، فكأنك تجهزهم للمستقبل ولمبتكراته، عندما يتمكن الطفل من زيارة كل هذا الوهج، هو في الحقيقة يخرج من عالمه الواقعي الذي يعيشه برتابة، وينتقل إلى عالم الخيال الذي تعشقه في العادة العقول الصغيرة، وفي ذلك العالم يشكل أهم الأفكار ويبتكر أهم الحلول، ومن يعلم قد يكون هذا الطفل وهو يشاهد مخترعاً أو ابتكاراً يتم العمل عليه الآن ليتم إنتاجه، قد يخرج بالمزيد من الأفكار، وهنا نكون كمن جهز هذا الطفل للمستقل ذهنياً ونفسياً.

لذا أقول بأن الأطفال هم إحدى الفئات الاجتماعية المهمة التي من الأهمية القصوى زيارتها لمختلف أجنحة إكسبو 2020 دبي، والتجول في أرجائه المتنوعة المختلفة.

كثير من المؤسسات التعليمية أدركت هذا البعد وتقوم بتنظيم الكثير من الزيارات، وكل التمني أن تتسع هذه المبادرات لتشمل الطلاب في مختلف مراحل الدراسة وأيضاً على مستوى الجامعات والكليات، لزيارة أجنحة إكسبو، إن لم يكن البعض على علم أو وعي بحجم الفرص الثمينة التي بين يديه الآن، فعلى الأقل ندفعه لانتهازها واستغلالها، وإن لم يكن مستعداً، فعلى الأقل لا تفوت الفرص على أطفاله، هي دعوة لكل أب وأم بانتهاز فرصة إكسبو، لأنها درس عظيم وفريد لن يتكرر، فهو سيمنح أطفالهم الكثير من الأفكار، ويعطي عقولهم مساحة من التفرد والتنوع، وأيضاً التفكير خارج الصندوق.

Email