معرض دبي للطيران.. وتعزيز صورة الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد معرض دبي للطيران من أهم المعارض الدولية الناجحة، واستطاع أن يرسخ مكانته على الصعيدين الإقليميي والدولي، باعتباره منصة مهمة لمصنعي المنظومات الدفاعية والشركات العالمية المعنية بهذا المجال، حيث تكمن أهمية المعرض استراتيجياً في كونه يسهم بدور كبير في تطوير الصناعات الدفاعية في دولة الإمارات، وهذا ما أشار إليه معالي محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع، حيث أشاد بما حققه المعرض طيلة السنوات الماضية من نجاحات ملحوظة، ودوره الفاعل في تطوير الصناعات الدفاعية وقطاع الطيران والفضاء إقليمياً وعالمياً، وعلى جميع الجهود المبذوله لظهوره بمكانة تليق بهذا القطاع المهم، وأكد أهمية معرض دبي للطيران في استقطاب كبرى الشركات العالمية المشاركة كونه يعد فرصة للتعرف على أحدث التقنيات والمشاريع والمعدات العالمية.

تكتسب الدورة الحالية من معرض دبي للطيران 2021 الذي يعقد اليوم في دبي خلال الفترة من 14 إلى 18 نوفمبر الجاري أهمية مضاعفة ليس فقط لكونه من أهم المعارض الإقليمية والدولية المتخصصة في المجالات الفضائية والأمنية والتكنولوجية والذكاء الاصطناعي وعلوم الطيران، وإنما لأنه يسهم في تأسيس نهج مختلف في إدارة وتنظيم المعارض الدفاعية والأمنية الدولية والفعاليات الكبرى بصفة عامة، بالنظر إلى انعقاده في ظل جائحة فيروس كورونا الصحية غير المسبوقة، بما يجعله بمثابة رسالة إيجابية إلى العالم باستعادة التعافي من هذه الجائحة.

بدأت إرهاصات ومؤشرات النجاح الاستثنائي لهذه الدورة بالظهور، وهو الشاهد العملي والفعلي على بدء مرحلة التعافي من هذه الجائحة، لاسيما مع القدرة الاستثنائية التي أظهرتها إدارة المعرض في تأمين سلامة الوفود المشاركة وجميع الزائرين عبر مجموعة الإجراءات الاحترازية والوقائية والتي تمت بسلاسة ويسر، بما يجعل منه مرجعاً دولياً في كيفية تنظيم المعارض في أوقات الأزمات والظروف الاستثنائية، الأمر الذي يضفي قيمة نوعية ورمزية للمعرض، كونه يعد من أوائل المعارض العالمية التي يتم تنظيمه بكفاءة واحترافية عاليتين، في ظل جائحة عالمية أجبرت دول العالم على إلغاء أو إرجاء فعالياتها.

لقد أصبح معرض دبي للطيران 2021، واجهة مشرّفة لدولة الإمارات ومرآة عاكسة للتطور والتقدم التنموي الحاصل فيها، كما شكل في الوقت ذاته منصة مثالية لتأسيس علاقات تعاون مستدامة مع الشركاء الدوليين، والتي لا تقتصر فقط على مجالات الصناعات الدفاعية والتكنولوجية وعلوم الفضاء، وإنما تشمل أيضاً الترويج للمعالم السياحية والثقافية التي تتمتع بها الدولة. كما يساهم المعرض في تعزيز صورة الإمارات، باعتبارها قوة إقليمية فاعلة في تثبيت أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، إذ إن القضايا المختلفة التي تم طرحها في النقاش على هامش هذه المعارض، ومنها المؤتمر الذي عقد أمس السبت الموافق 13 نوفمبر بعنوان «الدور المتنامي للجو والفضاء السيبراني في العمليات متعددة المجالات» مثل فرصةً لإبراز مواقف الإمارات الهادئة والمتوازنة من قضايا المنطقة والعالم، الأمر الذي يعزز الثقة بتوجهاتها السياسية ودبلوماسيتها الفاعلة، ومن ثم يتيح لها فرصاً كبيرة للتأثير والنفوذ إقليمياً ودولياً، ولهذا كان من الطبيعي أن تنجح دولة الإمارات خلال عقود قليلة في أن تكون في مقدمة الدول الأكثر استقطاباً لمنتجي ومطوري الصناعات الدفاعية والتكنولوجية وعلوم الفضاء، بفضل خططها التنموية وانفتاحها على كل المؤسسات التي تكرس جهدها للإبداع الصناعي العسكري.

ليس من قبيل المبالغة الإشارة إلى أن الدعم الشامل والمتواصل الذي تقدمه القيادة الرشيدة للمعارض العسكرية والدفاعية وتحديداً معرض دبي للطيران يعد حجر الأساس في تطوير صناعاتنا العسكرية ومعارضنا الدفاعية والانتقال بها إلى مرحلة متقدمة نحو تعزيز تنافسيتها عالمياً، ولا سيما أن رؤية القيادة الرشيدة الطموحة لهذه الصناعات والمعارض تتجاوز الاطار المحلي إلى الصعيدين الاقليمي والدولي، حيث تستهدف أن تكون الامارات مركزاً عالمياً وأحد الأقطاب الدولية في هذه القطاعات.

* كاتب وإعلامي إماراتي

Email