للسعادة قلل رغباتك وزد قدراتك

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرغبات التي تحيط بالكثير من الناس، تعدّ في بعض الأوقات مصدر حزن، لأن عدم تحقيقها يوجه رسالة لصاحبها بأنه عاجز، وخاصة إن كانت هذه الرغبة متوافرة وماثلة لدى أناس آخرين، وهو يشاهدهم يومياً فتكون مثل هذه المشاهدات مثار ألم يومي له ومع مثل هذه الحالة تسيطر عليه الكآبة، ومشاعر من العجز وخيبة الأمل، ووسط مثل هذه الحالة النفسية كيف يمكن للسعادة والفرحة أن توجدا؟ بل كيف يمكن للتفاؤل والسعي والحماس أن تنمو؟ ولذا مصدر البؤس والسعادة دائماً قلوبنا وأفكارنا وأرواحنا، وكما يقال احذر مما تتمنى، لأن بعض الأمنيات وإن ظهرت لك في إطارها العام مثالية وجميلة، إلا أنها معك أنت تحديداً قد تكون مصدر تعثر وحيرة، وتسبب لك الحزن.

أسوق لكم مثالاً، قام أحدهم بشراء سيارة فارهة، تتجاوز ميزانيته ودخله الشهري، ولتسديد قيمتها يقوم باستقطاع جزء كبير يتجاوز نصف دخله الشهري على أقساط قد تمتد 10 عوام، هذه السيارة إن تعطلت أو احتاجت للصيانة أو نحوها، سيكون هناك ضغط على ميزانيته ما يسبب له التوتر والقلق والهم والغم، الحال نفسه لو أراد خلال الـ10 أعوام أن يقوم بعمل أي مشروع، فإنه سيصبح عاجزاً، لأن دخله الشهري انهار لنحو النصف، ولا يستطيع الحركة ولا حتى التخطيط، هنا كانت تطلعاته ورغباته سبباً رئيساً لبؤسه أو لطرد السعادة، فقد استدعى سعادة مؤقتة، أمام حمل وثقل طويل الأمد تتلاشى معه مصادر الفرحة والسعادة.

للفيلسوف والمؤلف والمخترع، بنجامين فرانكلين، الذي هو أيضاً ‏أحد المؤسسين للولايات المتحدة، كلمة معبرة وجميلة توصف مثل هذه الحال جاء فيها: من أجل تحقيق السعادة، إما أن نقلل من رغباتنا، وإما أن نزيد من وسائلنا. الرغبات حينما تكون فوق قدراتنا الجسدية والمادية والنفسية، ستكون مبعثاً على الهم والحزن. وكما قيل في المثل: القناعة كنز لا يفنى.

Email