الشارقةُ للكتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تغريدةٍ فيّاضةٍ بالمحبة والفخر، كتبها صاحبُ السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله، على حسابه في تويتر، تنويها بالإنجاز الكبير الفخم لإمارة الشارقة التي تحتضن في ربوعها أكبر معرض عالمي للكتاب، وهو المعرض الذي غدا أحد مفاخر الإمارات الحضارية مُصطفًّا إلى جانب مجموعة من الإنجازات والفعاليات العالمية الضخمة التي تزخر بها مؤسسات الوطن الغالي، حيث عبّر صاحب السمو عن مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الحدث الضخم في إمارة الشارقة، مع تهنئة صادقة لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي اعتبره صاحب السموّ رجل الثقافة عربيًّا وعالميًّا، وهي شهادة عالية غالية من قائد متمرس بهذه الحياة، خبير بالقيم الثقافية والإنسانية التي هي مناط التكريم والفخر والاعتزاز.

وكان صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمّد القاسمي قد افتتح فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته الأربعين مساء الثلاثاء الموافق لليوم الثاني من الشهر الجاري والذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة، حيث تُقام الدورة تحت عنوان «هنا.. لك كتاب» بمشاركة 1632 ناشرًا عربيًّا وأجنبيًّا، وباحتضان فعاليات متنوعة جدًّا تشهد على حيوية هذا المعرض الذي سيستمر لمدة أحد عشر يومًا وتنتهي فعالياته في الثالث عشر من الشهر الجاري في تظاهرة ثقافية عالمية جعلت من هذا المعرض أكبر معرض للكتاب في العالم حيث سيتوفر فيه خمسة عشر مليون كتاب من ثلاث وثمانين دولة تحت سقف واحد، وهو حدثٌ نادر لم يشهد له التاريخ الثقافي مثيلًا طيلة مسيرة الكتاب بين الأمم والشعوب.

وتعبيرًا عن مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الحدث الثقافي الكبير كتب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد تغريدة على حسابه في تويتر قال فيها: «الشارقة للكتاب أصبح أكبر معرض كتابٍ في العالم في بيع وشراء حقوق النشر في 2021م، 15 مليون كتاب من 83 دولة تحت سقف واحد، أبارك لأخي الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي هذا الإنجاز: رجل الثقافة عربيًّا وعالميًّا».

ويلحظ الناظر في هذه التغريدة بعين التبصّر أنها جاءت تعبيرًا مُكثَّفًا عن الوحدة القلبية التي تجمع بين جميع إمارات الوطن وأبنائه الطيبين، فما تنجزه الشارقة هو إنجاز للإمارات، وكل إنجاز للوطن سيكون سببًا في جمع الكلمة، ونشر ثقافة المحبة والألفة بين الجميع، فالتنافس في هذا الوطن هو تنافسٌ في إطار التكامل الذي يُقوّي التلاحم الوطني، ويرتقي بالوطن في مدارج المجد والتقدم، وحين تزهو الشارقة بهذا المنجز الضخم فإن الوطن كله يزهو معها في هذا الاستحقاق الوطني الكبير، فالوطن الذي بناه زايد قد تمّ إرساؤه على قواعد صلبة من قواعد التعاضد والإخاء، وكل ذرّة تراب شاهدة على روح المحبة بين جميع أبناء هذه الربوع الطيبة الأصيلة، وها هي الشارقة الكبيرة بحاكمها الحكيم المثقف، وأبنائها الأشاوس ترفع رأس الوطن عاليًا بهذا الحدث الثقافي الأضخم على المستوى العالمي، وتشارك شقيقاتها من إمارات الوطن قصة البناء وإكمال المسيرة على خطوات الروّاد الكبار الذين أبدعوا في كتابة قصة هذه الديار الشامخة بتاريخها، الكبيرة بثقافتها وتقاليدها، فكان حقًّا واجبًا علينا أن نظل سائرين على طريقهم في سبيل أن تبقى الإمارات مرفوعة الرأس بين الأمم، خفّاقة اللواء في سماء المجد العالية.

من خلال هذا المنظور الذي ينظر للوطن جسدًا واحدًا، ويدًا واحدة، نقرأ ما كتبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد من هذه الكلمات الفواحة بعطر المحبة والإخاء، الداعية إلى الاعتزاز بكل منجزات الوطن لكي تظل هذه البلاد على العهد الشريف الذي رسّخه آباؤنا وقادتنا الشجعان الذين أسّسوا هذا الوطن على المحبة والتعاضد والإخاء الذي تطيب به الحياة، وتنشرحُ به الصدور، وتسعد به الأرواح، فالإمارات تستحقّ هذا كلّه، وسنبقى بعون الله النموذج الذي يُقتدى به في الوحدة الوطنية والأخلاقية التي تتقدم بها بلادنا نحو الأمام، وها نحن أمام واقع ملموس يفتخر به كل إنسان إماراتي من حيث الحضور العالمي، والتصميم على تحقيق المزيد الذي يليق بهذا الوطن وإنسانه الطيب النبيل، وطوبى للشارقة بهذا المنجز الذي يعتز به الوطن كل الوطن، ودامت بلادي الحبيبة منبع خير وإلهام، وبحر فيض وعطاء بأبنائها وقادتها وكل من يعيش على ثراها المَصون.

 

Email