الجوع والسؤال والأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تمر بك إحصاء تحمل أرقاماً مرتفعة عن بؤس أو جوع يعاني منه الإنسان، أو انعدام للأمن أو حروب، وتكون هذه الإحصاءات مصدرها منظمات دولية موثوقة كالأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة، عندها تصاب بالحزن والألم، لأنه طوال تاريخ البشرية والمآسي تتكرر، والبؤس يعيد نفسه جيلاً وراء جيل، ولا تفهم سبب تكرار الأخطاء، وكل الويلات التي تؤدي لمثل هذا الألم والحالة، التي تعيشها مجتمعات عديدة من عالمنا.

أن تمر بالبشرية مجاعة، فليس بالأمر الجديد، فلطالما مر بالإنسان طوال تاريخه قصص عديدة ومتنوعة عن الجوع، الذي يضرب بأطنابه في مواقع متفرقة، وأن يتعرض مجتمع ما لكارثة طبيعية ليست بالأمر الجديد، فلطالما تلقى الإنسان طوال تاريخه الكثير من الكوارث الطبيعية، التي أدت إلى نزوح الكثير من الناس وهروبهم وترك منازلهم، وبين ليلة وضحاها أصبحوا مشردين في العراء، لكن الذي يؤلم أن بعض هذه الكوارث كان يمكن تلافيها وتجنبها، كان يمكن على الأقل الحد من وقعها وخطورتها.

عندما يعم الجفاف أرضاً ما، فإن هذا الجفاف وبما لدينا اليوم من تطور تقني وتوقع لحالات الطقس ومواقع لهطول الأمطار، يمكننا من معرفة موجة الجفاف وموقعه بالتحديد، فضلاً عن هذا فإن الجفاف الذي يقع في بعض المواقع في أفريقيا، على سبيل المثال، سبق أن وقع في سنوات غابرة، ويفترض أن هناك تراكماً للخبرات وتوقعاً ثم إيجاد الحلول، بل العمل على علاج تبعات هذه المشكلة قبل وقوعها واستفحالها، لكن هذا لا يحدث، حيث يتم تكرار الخطأ نفسه، ويذهب ضحيته الكثير من الأبرياء.

كم أتمنى على المنظمات الأممية تحديداً أن تضع في برامجها استباقاً للأزمة قبل وقوعها، ومتأكدة أن مراصد عالمية للطقس وعلماء البيئة، لديهم تنبؤات قلما تخطئ في هذا المجال، فلماذا لا يُستفاد منهم في التقليل من هذه الأزمات؟ يبقى السؤال والأمل.

 

Email