التجارة العالمية تتفاعل مع شعار إكسبو 2020 دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تُعتبر غرفة التجارة الدولية أحد أكبر الكيانات التي تمثل قطاع الأعمال الناطقة باسم ملايين الشركات في أكثر من 130 دولة حول العالم، وبصفتها المنظمة العالمية للأعمال التجارية، توفر الغرفة قوانين تسهل حركة التجارة العالمية وأسساً متينة من شأنها دعم المعاملات التجارية الدولية التي تقدّر قيمتها بتريليونات الدولارات، كما تدعم غرفة التجارة الدولية الالتزامات التعاقدية لاسيما فيما يتعلق بضمان أداء الدفعات المالية عالمياً.

تتمثل مهمة غرفة التجارة الدولية في تهيئة البيئة المواتية لجميع الأفراد للقيام بالأعمال التجارية بغض النظر عن الزمان والمكان، لاسيما أن الأنشطة التجارية تزدهر ويزداد نشاطها متى ما توفرت البيئة الحاضنة المحفزة للأعمال، حيث تعتبر الغرفة الرابط المختص والأعرق للتجارة الدولية.

وقد باتت قواعد وقوانين غرفة التجارة الدولية تُستخدم بشكل يومي في معظم دول العالم من أكبر إلى أصغر دولة، حيث أصبحت الغرفة بمثابة شبكة عالمية للتواصل والتعاون بين مختلف الشركاء التجاريين، إذ يبلغ عدد أعضاء الغرفة حالياً ما يقرب من 45 مليون عضو من جمعيات وشركات ومنظمات حكومية دولية وشركات متعددة الجنسيات، وشركات صغيرة ومتوسطة الحجم ومهنيين.

وتنسجم طموحات وآمال أعضاء غرفة التجارية الدولية مع شعار إكسبو 2020 دبي «تواصل العقول وصنع المستقبل». ومع خروج العالم من أزمة كورونا، بات من الضروري الآن العمل على إعادة ربط الشعوب والأفراد من جميع أنحاء العالم بغض النظر عن أماكن تواجدهم، نظراً لأهمية التواصل في بناء جسور التعاون بين الشعوب بما يسهم في تسهيل حركة التجارة والاستثمار والأعمال. لقد أثبتت الأحداث من حولنا أن تهيئة البيئة الحاضنة للأعمال التجارية تضمن السلام والرخاء والفرص للجميع – وهي الأهداف الرئيسة التي تعمل غرفة التجارة الدولية على تحقيقها.

وتولي غرفة التجارة الدولية موضوع الاستدامة، أحد أهم المواضيع الفرعية لإكسبو 2020 دبي، أهمية قصوى وتعتبره هدفاً محورياً، حيث لم تعد الاستدامة مجرد طموح مترف يمكن لقطاع الأعمال إهماله، بل يجب أن يكون المحرك الأساسي للتجارة والاستثمار ونمو الأعمال في القرن الحادي والعشرين. وإننا في غرفة التجارة الدولية، نعمل على تسخير مواردنا وخبراتنا المتميزة في وضع قواعد ومعايير من شأنها تطوير الممارسات المسؤولة لتشجيع جميع الشركات والمؤسسات على تبني مفهوم الاستدامة.

ومن وجهة نظري الشخصية، لا تسهم الاستدامة فقط في الحفاظ على البيئة وحماية الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة، بل باتت ركناً أساسياً لتعزيز الازدهار الاقتصادي وحماية حقوق الإنسان والمساواة الاجتماعية وتعزيز الوعي الثقافي، وتحقيق السلام للبشرية جمعاء.

وقد سعت دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي إلى تطبيق مفهوم الاستدامة والشمولية من خلال وضعهما في صميم أولوياتها، وهذا ما ساعدنا على التطور معاً لنصبح في دولة الإمارات مركزاً ريادياً لربط الأعمال الدولية، لاسيما وأن الخطوط الجوية في الدولة تسهل تنقل المسافرين والبضائع إلى أكثر من 250 مدينة حول العالم، كما تنقل خطوط الشحن البضائع إلى أكثر من 400 ميناء في العالم. ويبقى التحدي هو الانتقال بقطاع التجارة الدولي إلى آفاق جديدة عبر الارتقاء بدور غرفة التجارة الدولية باعتبارها المنظمة العالمية الرابطة للأعمال التجارية.

وإننا في غرفة التجارة الدولية – الإمارات، ندرك تماماً أننا لن نستطيع القيام بذلك بمفردنا، وأنه لابد من التعاون مع مختلف الجهات والأطراف الفاعلة في العالم لاسيما الأطراف التي تشاركنا نفس الرؤية والأهداف المتمثلة في تسهيل دخول عالم الأعمال أمام جميع الأفراد أينما كانوا ومتى ما أرادوا.

كما أننا لن نتمكن من تحقيق أي نجاح جماعي وحقيقي في التجارة الدولية إلا من خلال التواصل الفعّال مع شركائنا التجاريين الحاليين والمستقبليين، وإعادة فتح طرق التجارة وتبادل الخبرات. وعليه لابد من تحديد الأولويات واستهداف الأسواق الجديدة ذات الإمكانات والفرص الواعدة لدفع عجلة النمو.

وفي هذا الصدد، باتت التجارة وتطبيقات التكنولوجيا الذكية من المحركات الأساسية لعجلة التنمية الاقتصادية في دولة الإمارات، ومن المتوقع أن يستمر هذا الزخم وأن يتسارع مستقبلاً. ومع نمو صادرات دبي بنسبة 45 في المئة خلال النصف الأول من عام 2021، ندرك تماماً أننا نسير في المسار الصحيح.

وقد تعزَّز هذا الزخم في الآونة الأخيرة مع انضمام دولة الإمارات لعضوية البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير (EBRD) لتصبح المساهم الـ72. ومن المتوقع أن يسهم هذا التطور الإيجابي في توفير فرص استثمارية جديدة وواعدة في العديد من مناطق الدول الأعضاء في البنك التي تضم كلاً من المغرب وتونس والأردن ومصر لاسيما مع وجود خطط لفتح ممرات تسهل حركة التجارة في إفريقيا جنوب الصحراء.

وتُخطط غرفة التجارة الدولية - الإمارات لاستضافة منتدى تيسير حركة التجارة العالمية تحت شعار «ربط عالم التجارة ورسم المستقبل»، المزمع عقده في شهر مارس 2022 ليتزامن مع اختتام فعاليات معرض إكسبو 2020 دبي حيث سيجمع تحت مظلته العديد من الأطراف والجهات الفاعلة في قطاع التجارة العالمي.

لقد تجلت كفاءة وقدرة دولة الإمارات في ربط القارات والشعوب وتحقيق الازدهار خلال حفل افتتاح معرض إكسبو 2020 دبي، الذي حضره فنانون وزوارٌ من أكثر من 190 دولة حول العالم حاملين رسالة أمل وطموحات إيجابية نحو المستقبل.

Email