يوم العلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل دولة الإمارات في الثالث من نوفمبر كل عام بـ«يوم العلَم»، حيث ترفع الأعلام شامخة خفاقة على أسطح العمارات ومنازل المواطنين والمقيمين.

وعلى المدارس والمؤسسات والدوائر الحكومية والمحلية والخاصة، في صورة اجتماعية مبهجة ومعبرة عن قوة التقارب والتجانس والوحدة في التعايش والسلام والمودة على أرض دولة الخير والسلام، وتتزامن المناسبة هذا العام مع احتفالات الدولة بعام الخمسين.

ويأتي هذا الاحتفال استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لما يرجع لهذا اليوم من مكانة رفيعة في نفس سموه بشكل خاص، وأيضاً في ذاكرة ووجدان شعب الإمارات والمقيمين معهم على أراضيها.

إذ يرى سموه أنه يوم عظيم في تاريخ دولة الإمارات، لأن الاحتفال بهذا اليوم يأتي بمناسبة تسلم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مقاليد الحكم في دولة الإمارات، حيث قال سموه في تغريدة له على «تويتر»، «قررنا أن يتزامن يوم العلَم مع تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئاسة دولة الإمارات.

حفظ الله دولتنا وعلمَنا ورئيسنا». ويرجع تاريخ أول استخدام للعلم في الثاني من ديسمبر عام 1971، وكان أول من رفعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك بمناسبة إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويوصي خبراء التربية في دولة الإمارات بأن دور الآباء والأمهات والتربويين حيوي في تجسيد المقاصد النبيلة والغايات السامية من الاحتفال بيوم العلم، الذي ينبغي أن نغرس مفاهيمه لدى النشء منذ الصغر، فالعلم ليس قطعة من القماش في شكله، وإنما العلم في مضمونه عزة الوطن وكرامته ورمز الفخر، ولذلك فإن الدور المنوط بالتربويين أيضاً هو:

كيفية إيصال هذه المفاهيم إلى قلوب الصغار، بحيث ينشأ كل منهم على حب العلم الذي هو رمز الوطن، وتجسيد منجزاته، ورايته بين الأمم، وهو الراية التي ينبغي أن تظل خفاقة على الدوام، وفي مراحل لاحقة من عمر الشعوب. أخذت الدول تتبارى في اختيار ألوان للعلم الذي يميزها وجرت العادة أن تعبر الألوان عن خصائص ومقومات المجتمع، فمثلاً نجد اللون الأخضر يرمز للزراعة، والأصفر للصحراء، والأزرق للماء أو زرقة وصفاء السماء، أما الأحمر فقد يدل على نضال وكفاح الشعب.

وكما هو معلوم أن لدولة الإمارات العربية المتحدة علمها الذي تميزه الألوان «الأخضر والأحمر والأبيض والأسود»، ويعتبر العلم أحد الرموز الوطنية للدولة المستقلة وسيادتها وعنوانها ورايتها التي تمثلها في جميع الأماكن والأزمنة.

كما يرتبط العلم ارتباطاً وثيقاً بالسلام الوطني الخاص بالدولة فيرفرف على أنغام السلام الوطني فيما يحظى الاثنان باحترام وتقدير سكان الدولة على اختلاف فئاتهم الاجتماعية والتعليمية والمادية لأنه ببساطة يمثل الجميع دون استثناء!

إن علم دولة الإمارات العربية المتحدة هو رمز السلام والأمان والفرح والسعادة، التي تتجسد خلال المناسبات القومية والدينية والفعاليات الرسمية والشعبية في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وغيرها من القضايا اليومية سواء في داخل دولة الإمارات أو خارجها.

كما يجسد علم دولة الإمارات طموحات وآمال شعب الإمارات، خصوصاً وأنه الرفيق اليومي لهم ولكل المقيمين على أرض الإمارات، وخصوصاً الطلاب الذين يحيون العلم صباح كل يوم احتراماً وتقديراً للدولة ودورها البناء في خلق أجيال قادرة على رفد الوطن بالإنجازات والإبداعات.

وشكل يوم العلم خلال السنوات الماضية مناسبة لتسطير اسم الإمارات بأحرف من ذهب في موسوعة الأرقام القياسية العالمية «غينيس».

ففي عام 2020 سجلت القرية العالمية في دبي رقماً قياسياً في «غينيس» تمثل بتجميع أكثر من 1000 علم من أعلام الإمارات لتحقيق الرقم القياسي لأكبر رقم مجمّع باستخدام الأعلام في العالم، وأيضاً في عام 2019 حققت القيادة العامة لشرطة دبي إنجازاً بدخول علم الإمارات موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، في رقمين قياسيين «أطول علم في العالم»، و«أكثر عدد من الأشخاص يحملون علماً».

إن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة ينطلق من ماضٍ عريق، ويمزج بوعي بين التراث والمعاصرة وبين الأصالة والتجديد، ولهذا كان علم دولة الإمارات بألوانه الأربعة «الأخضر والأحمر والأبيض والأسود»، ليس راية مرسومة أو قماشاً ملوناً أو رمزاً أو علامة، بل هو علم يمثل «اتحاد - إرادة عزيمة - ووحدة ورؤية».!

* كاتبة إماراتية

Email