لا تندب الحظ.. اعمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتاب البعض حالة من الندم لفوات الوقت وإضاعته، وكثيراً ما نسمع كلمات التأنيب والأسف، لأن هناك فرصة فقدت ومضى الوقت دون استغلالها، مشاعر الإحباط هذه تسبب حالة من التشتت ومواصلة هدر الفرص، بل والمزيد من الوقت الضائع.

والحقيقة أنه لا يوجد وقت ضائع، بل يوجد عدم فهم ومعرفة بمعنى الوقت، فالعمل الذي أهدرت الوقت لإنجازه، لن يعود بسبب الندم والتأسف، بل يمكنك المباشرة الآن والعمل على إنجازه، بمعنى خير وسيلة لتعويض الوقت المهدر ليس النواح والبكاء، بل بالعمل مباشرة ومحاولة إنجازه.

وأما الندم والشعور باليأس والألم، فإنه يعيق ويمنع عودتك إلى جو العمل والإنجاز، المطلوب عند الشعور بالتقصير والخيبة وإهدار الوقت، شيء واحد عليك أن تقوم به على الفور، وهو العودة مباشرة إلى العمل، إلى إنجاز ما أضعت الوقت بعدم إنجازه، خير وسيلة لتعويض ما فات وليس الندم، ولا التأسف، ولا البكاء، ولا ندب الحظ، إنما العمل نفسه.

أتذكر إحدى السيدات، تجاوزت الـ50 من العمر، وكانت تشعر بتأنيب الضمير والألم والأسف لأنها لم تكمل تعليمها الجامعي ولم تحصل على الشهادة الجامعية، لكنها تخلت عن مشاعر الندم وتأنيب الضمير بسبب إضاعتها للوقت الثمين، وعادت إلى مقاعد الجامعة، وحصلت على البكالوريوس وهي في الـ54 من عمرها وأنهت الماجستير وهي الآن تحضر الدكتوراه، وفي قمة حيويتها وعطائها، بل إن روحها المعنوية مرتفعة.

لم يفت الوقت أبداً، المهم أن تبدأ. يقول المؤلف والشاعر الأمريكي كارل أوغست ساندبيرغ: وقت العمل هو الآن، إنه لم يفت الأوان للقيام بشيء ما. لا تتوقف، ولا تبكِ وتندب حظك، لا تأسف للوقت المهدر والضائع، عوض كل هذا بأن تبدأ بالعمل الآن، بأن تبدأ بما تأسفت على فقده أو تأسفت لأنك أهدرت الوقت وأضعته.

 

Email