عقل وجسد

ت + ت - الحجم الطبيعي

العلاقة بين العقل والجسم، تكاملية وتفاعلية في الوقت ذاته، كلاهما يؤثر في الآخر، لا يمكن لأحدهما الانفصال عن الثاني، وفي هذا الشأن، جادت علينا الفلسفة بالكثير من النظريات، بعضها رأت فيهما جوهرين متمايزين، كما في فلسفة ديكارت، الذي رأى أن كل واحد منهما يمثل جوهراً مستقلاً بذاته، وهناك من يرى خلاف ذلك، ويؤكد أن علاقتهما تكاملية.

وبغض النظر عن نظريات الفلسفة، فعلاقة العقل والجسم، تبدو في شكلها وأسلوبها وطريقة تنفيذها مذهلة، وتؤكد على عظمة خلق الله، تبارك اسمه في علاه، هذه العلاقة، وما تتضمنه من أساليب مختلفة، تفتح عيوننا على نوعية العلاقات الإدارية التي تحكم الشركات وأفراد المجتمع، وتبين لنا مدى أهمية تكاملها وتفاعلها أيضاً، وتبين لنا أن فقدان هذا التكامل، هو أشبه بفقدان البوصلة، وبالتالي، وجود خطأ ما في تركيبة الإدارة، وسيادة التخبط، واتخاذ القرارات الخاطئة، وهو ما لا تطمح إليه أي شركة أو مؤسسة، مهما كبر أو صغر حجمها.

العلاقة بين الموظف والإدارة، تشبه تماماً العلاقة بين العقل والجسم، هما جوهران متصلان، لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، لكل واحد منهما متطلباته واحتياجاته ورغباته، والمحافظة عليها يحتاج إلى اتباع أساليب عديدة، تُخرج الإدارة من نمطها التقليدي، وتقودها نحو طريق الحداثة، بطريقة تساعدها على تعميق الثقة بينها وبين الموظف، وتجنبها الدخول في «حرب» دائمة معه، حيث يخرج الكل منها خاسراً.

عقبة التقدم في معظم شركاتنا ومؤسساتنا، تكمن في تحديد شكل ونوعية العلاقة بين المدير والموظف، تكاد أن تشكل عقبة في طريق تقدم معظم الشركات والمؤسسات، حيث لا يشعران بأنهما يمثلان جسداً واحداً، وأن لا أحد فيهما يستطيع الاستغناء عن الآخر. في هذه العلاقة، تصبح معرفة مستوى الرضا أمراً ضرورياً، فكلما ارتفع، كانت النتائج إيجابية، والعكس صحيح.

مسار:

الموظف والإدارة.. علاقة تفاعلية وتكاملية

 

Email