الجينوم الإماراتي.. مشروع وطني استراتيجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المؤكد أن مشروع الجينوم الإماراتي سيساهم في تعزيز قطاع الصحة وتمكينه باعتباره مشروعاً وطنياً استراتيجياً عبر استشراف مستقبل الأمراض الوراثية.

وعبر هذا المشروع تتطلع الإمارات إلى تعزيز قطاع الصحة بشكل عام كونه الداعم للقطاعات الأخرى من منطلق تأمين حياة صحية للأجيال. 

إذ تعد صحة الأجيال القادمة من الأولويات المهمة التي تدعم التطور والتنمية وتعزز المكتسبات الوطنية. وتلعب الدولة دوراً أساسياً في حوكمة هذا البرنامج باعتباره مشروعاً مستقبلياً للدولة وخطوة استباقية نحو الـ 50 عاماً المقبلة، والذي بدوره يعزز من دور الدولة الريادي كمركز عالمي للصحة العامة. فقد أنشأت الدولة مجلس برنامج الجينوم الإماراتي والذي يتولى الإدارة والإشراف على البرنامج، والمساهمة في دعم البرامج العلاجية والاستباقية واكتشاف علاجات جديدة للأمراض النادرة. كما وسيلعب المجلس الدور المهم في الحد من انتشار الاضطرابات الوراثية والإعاقات الجسدية والعقلية بالإضافة إلى تعزيز استقطاب شركات التكنولوجيا الرائدة عالمياً. ومع تأسيس هذا المجلس؛ فإن الدولة تؤكد أن المستقبل يعتمد على وجود أفراد يتمتعون بالصحة العالية ليقودوا مسيرة التنمية والنماء. إن هذا الاهتمام يؤكد أيضاً أن التخطيط السليم والاستباقي هو الذي يساهم في تعزيز التطوير والمضي قدماً نحو مستقبل مليء بالإنجازات العظيمة التي تحقق الريادة العالمية. لذلك جاء برنامج الجينوم ليساعد في رسم ملامح مستقبل صحي يقوم على بناء المعرفة من خلال التغلب على التحديات الصحية. وترتبط المشاريع الاستراتيجية التنموية ببناء العنصر البشري؛ وهذا ما سيقوم به مجلس برنامج الجينوم الإماراتي من خلال المنصة التدريبية التي سيطلقها من خلال تأهيل الكوادر المواطنة وصقل مهاراتهم ورفع مستوى جاهزية كفاءتهم ليقودوا هذا المشروع الوطني. وسيلعب برنامج الجينوم الإمارات دوراً في تحديد ملامح الخريطة الصحية للدولة من خلال تشخيص الحالات الوراثية ودعم الخطط العلاجية المناسبة بالبيانات الكفيلة لغرض توفير رعاية صحية عالية المستوى. كما يتوقع من البرنامج أن يساهم في تحقيق الرعاية الوقائية لتكون بديلاً للرعاية المرضية ووقاية المواطنين من التعرض للإصابة بالأمراض. وسيعزز البرنامج قيمة التطوع في المجتمع من خلال المشاركة في البرنامج بعينة دم. بالإضافة إلى ذلك؛ فإن البرنامج سيساهم في تشخيص الأمراض المستعصية مبكراً كالسرطان ووضع العلاج الدقيق والمناسب، حيث يطمح البرنامج في إنشاء خريطة جينية طبية للدولة تجعل من الدولة مركزاً علمياً للبحث والابتكار في علوم الجينوم من خلال استفادة العلماء والخبراء من البيانات الطبية. إن هذا المشروع الوطني يجعل من الرعاية الصحية الاستباقية قدرة أساسية تعزز من القطاع الصحي في الدولة وخطواتنا المدروسة تخطو خطوات ثابتة نحو النجاح الباهر. وليكن كل مواطن إماراتي جزءاً من هذا النجاح من خلال المشاركة بعينة من دمه خدمة للبشرية وللأجيال القادمة؛ فالجيل القادم يراهن علينا.

Email