القلبُ الكبير

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرةٌ وكثيرةٌ جدًّا تلكم المواقف الإنسانية النبيلة التي تزخر بها حياة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله، وهي في جوهرها تعبير عن إنسانيته العالية التي يمارس من خلالها مسؤوليات الحكم، ويفتح بواسطتها نوافذ القلب لأبناء شعبه الذين أحبّهم وأحبّوه، وليس غريبًا على شاعرٍ مُرْهَفِ الإحساس بالأشياء والأفكار والإنسان أن يكون بهذا المستوى المتفرّد من التواضع والحب الصادق لأبناء شعبه مهما كان مستواهم الاجتماعي، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هو ذلك القائد الذي يفترش الأرض وهو يستمع إلى رجل طاعنٍ في السنّ، ويُصغي إليه بأخلاق الكبار وبقلبٍ معمورٍ بالحب والصفاء، ويأمر بتلبية حاجاته فوراً لتغمره السعادة وينطلق لسانه بالدعاء لصاحب السمو بطول البقاء وبركة العمر، وهو أيضاً ذلك القائد الكبير الذي يستقبل مسعفة تعمل في الدفاع المدني ويشكرها على موقف يستحق الشكر والتنويه، إلى غير ذلك من المواقف الإنسانية النبيلة الدالة على أصالة المعدن، وصفاء القلب، وصدق العاطفة تجاه هذا الشعب الذي يعمل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بهِمّةٍ لا تعرف التراخي من أجل إدخال السعادة على قلوب المواطنين، وتحقيق أعلى مستوى من العيش الكريم والحياة السعيدة الآمنة لجميع مَنْ يعيشون على ثرى هذا الوطن الطيب الجميل.

وعلى هذا النهج الإنساني الجميل، احتضن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد طفلةً صغيرة فاضت عيونها بالدمع حين لم يتيسّر لها رؤية وجه سموه في فعاليات معرض إكسبو 2020، والتصوير معه، وحقّق لها هذه الأمنية الغالية كي لا يظلّ قلبها البريء مسكوناً بالحسرة والشعور بالخيبة، فكانت هذه اللفتة الإنسانية الكريمة من لدن صاحب السموّ مَرْهَمًا لقلب هذه الطفلة السعيدة، ولا غرابة على الإنسان الكبير الذي تربّى في بيت دعامته الكبرى هي الأخلاق الحميدة ومحبة الناس، فهو سليل اثنين مِنْ أكرم الآباء وأرسخهم عِرْقًا في الأخلاق، فالمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، كان آية من الآيات في التواضع وخفض الجناح، وكم هي المواقف الكثيرة التي تشهد له بهذا الخلق الإنساني الرفيع، وأما والدته الشيخة لطيفة بنت حمدان، رحمها الله، فهي التي فازت بلقب «أمّ دبيّ» تعبيراً عن قلبها الكبير الذي كان رَوْحاً وريحاناً لكل من يتعامل معها، رحمها الله، فما ظنّك بفارسٍ تحدّر من هذا الأصل الطيب الزكي إلا أن يكون على النهج نفسه الذي اختطّه الآباء، وسار عليه البَرَرَةُ من الأبناء.

إنّ محبة الناس هي كنزٌ لا يمكن تحصيله بالمال ولا بالسوط، بل هي ثمرة الصفاء القلبي، والتواضع الأخلاقي، وهي في قاموس صاحب السمو عاطفة من أروع العواطف التي تستحقّ البقاء والنماء، وحين افتتح سموه سيرته الذاتية الرائعة (قصتي: 50 قصة في خمسين عاماً) افتتحها بهذه العبارة الفيّاضة بالحب فقال: «سيقولون بعد زمنٍ طويل: هنا كانوا، هنا عملوا، هنا أنجزوا، هنا وُلدوا، هنا تربّوا، هنا أحبّوا وأحبّهم الناس» ؛ لتكون هذه المقدّمة تجسيدًا لأعمق عاطفة يشعر بها صاحب السمو تجاه هذا الشعب الذي أعطاه عمره السعيد الميمون، فمنذ أكثر من خمسين عاماً وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يواصلُ الليل بالنهار من أجل أن تكون الإمارات في مكانها اللائق بها، حفاظاً للعهد الذي قطعه فرسان الوطن أمام الكبار المؤسسين بأن تظل الإمارات وشعب الإمارات في سويداء القلب، وفي الطليعة بين الشعوب المتقدمة، ليظلّ الإنسان الإماراتي محل تقدير ومحبة من قيادته التي تعرف قيمة بناء الانتماء للوطن على الحب والصفاء، والشعور الصادق بقيمة الإنسان، فالخوف والتملق هما وسيلتا بناء الإنسان الزائف المنافق، لكنّ الحب والتواضع والحكمة هما خير طريق لبناء الأخلاقية الوطنية العميقة الإحساس بقيمة الوطن، وبغير ذلك فقد رأينا كثيراً من الشعوب المقهورة كيف غادرت أوطانها عند أول امتحان، فالحمد لله الذي منّ على هذا الوطن بهذا النمط الفريد من القادة الذين يبنون الوطن ويحترمون الإنسان، ودُمت مرفوع الجبين يا سيدي، ونموذجاً في التواضع والمحبة الصادقة للوطن والإنسان، هذا الحبّ الذي لخّصته يا صاحب السمو بهذه الجملة المدهشة حين وصفت لقاءك بهذه الطفلة الصغيرة قائلاً: «أجمل لقاء شخصي لي في إكسبو حتى الآن».

Email