الحقيقة كما هي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثير من الفلاسفة والأدباء تحدثوا عن الحقيقة وجوهرها، وأن هناك جانباً من الناس يتجنبونها، فهي غير مرحب بها دائماً، ولا يراد لها التعبير عن جوهرها الواضح الصريح، لأنها تأتي بقسوة وما تحمله في بعض المواقف يكون صادماً أو غير محبب للنفس، ومع أن الجميع يرحب بها إلا أن هناك من لا يتقبلها حينما تكون ماثلة بين أيديهم، وقد يعطون ألف تفسير مختلف عن جوهرها أو يقدمون عدة آراء تحاول أن تغير من نقائها، ولكن تبقى الحقيقة والتعبير عنها حاجة بشرية، وأيضاً مضماراً يركض فيه كل من هو نقي وصادق مع نفسه والآخرين، وفي اللحظة نفسها تبقى قيمتها عظيمة ولا حدود لها.

ومع هذا لا تتوقع أن الجميع سيتعامل معك بروح الحقيقة وقوتها وصدقها، بل على العكس، قد تجد من يخفيها أو يحاول تغيير ملامحها، ومن المفارقات الغريبة أنها قد تصدر من فم العدو ومن يكرهك، وفي اللحظة نفسها قد تسمعها من أكثر الناس قرباً إلى قلبك.

وكما قال الفيلسوف اليوناني أنتيثينس، أحد تلاميذ الفيلسوف الشهير سقراط: يوجد شخصان فقط يستطيعان أن يقولا لك الحقيقة، عدو فقد أعصابه، وصديق يحبك بعمق.

قول الحقيقة والتعبير عنها وأن تكون ملازمة لك، وأن تقدمها بكل شفافية، مهمة ليست بالسهلة، فالبعض لا يرفض سماعها ولكنه في اللحظة نفسها لا يريدها بشكل واضح، وهناك من سيعدّك فجاً ولا تجيد فن التعامل مع الآخرين.

فضلاً عن وجود من يرفض سماعها ويعدّك تحاول التقليل منه حينما تضع الحقائق بين يديه. ومع هذا لا تتخلى عن قيمتها ولا عن التعبير عنها، ولا عن استحضارها بكل شجاعة وتمكن وقوة.

لأن الحقيقة يفترض فيها أن تكون مفيدة وفاعلة وأيضاً مريحة في نهاية المطاف، مهما تمت معارضتك في البداية أو محاولة التأثير فيك لتصمت.

Email