ما تعطي لا ما تأخذ

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيراً ما نسمع سيلاً من التذمر والتبرم والشكوى، والتي لا تكاد تنتهي، بسبب موقف أو حدث وقع مع آخر، وهي شكوى عامة وشاملة، بمعنى أنها في مختلف مفاصل حياتنا الاجتماعية، وستجدها أيضاً في تعاملاتنا اليومية، فمن البديهي أن تحدث للبعض مواقف ومفاجآت غير سارة، نتيجة لتعارض في وجهات النظر، أو في الرغبات والأولويات، والتي قد تصدر من أقرب الناس إلينا، وهنا يتم تفسير موقفه بعدة طرق، ونذهب بعيداً بها، والحقيقة أن الموضوع أبسط مما نتصور، ولا يستحق كل هذا الاهتمام والمبالغة في ردة الفعل، مجرد كلمات لا تحمل أي موقف بقدر أنها قيلت كوجهة نظر أو رأي، وفي لحظة وفي موقف عام، ولكن بسبب الحساسية المبالغ فيها، نفسرها بطريقة خاطئة ونحملها ما لا تحتمل ونعيد إنتاجها مراراً وتكراراً، وتكبر داخل النفس حتى تهدم وتشوه تلك العلاقة أياً كان نوعها.

لن تجد أي علاقة أو رباط يجمع اثنين إلا وتجد بعض العتب وتسمع شكوى بين حين وآخر، خاصة في الصداقات، والتي تم تأليف كتب تبحث عن الصديق الوفي، وإننا في زمن شح فيه الأصدقاء، ولو أن كل واحد منا بحث في عمقه وبدأ بنفسه أولاً وأقام علاقاته على ما يحتاجه الآخرون أولاً، لا على ما يحتاجه ويطلب، لاستقام الحال، بل سنجد أن لدينا عشرات من المخلصين الأوفياء.

وكما قالت الروائية والشاعرة الإنجليزية شارلوت برونتي: إذا أردنا أن نبني صداقة حقيقية فيجب علينا أن نحب أصدقاءنا من أجلهم هم، وليس من أجلنا نحن.

وعلى مبدأ الصداقة والمحبة، يمكن أن نسقط هذه المقولة والرأي على مختلف علاقتنا الاجتماعية، انظر لما يحتاج الآخر، ولا تكن أنانياً في مشاعرك وأحاسيسك، وتذكر أن مجتمعك الصغير عبارة عما تقدمه للآخرين لا ما تتلقاه منهم.

Email