الحياة تختبرك ثم تعلمك الدرس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد الخبرات الحياتية كنزاً حقيقياً وليست تنظيراً أو كلمات عامة لا قيمة لها. الآباء وكبار السن، ثروة حقيقية لكل من يعي معنى الحكمة وأثر التجربة، يستندون إلى خبرات حياتية كبيرة لا تقدر بثمن، ومن بين كلماتهم تفوح رائحة العلم، ومن بين تلك الكلمات تظهر معاني المهارة فعلاً نحتاجها لتبسط وتذلل وتمهد لنا الطريق وتزيل الكثير من الصعوبات التي تواجهنا، ومع هذا فإننا نزهد في النهل من هذه الخبرات، ونقرر دون أن نشعر الاستغناء عنها وسلك الطريق من بدايته، فنقع في الأخطاء التي لو قدر لنا وسمعنا نصيحة عابرة أو توجيهاً من أهل الخبرة والتجربة لتم تلافي الكثير من تلك المطبات، كلمة واحدة وتوجيه واحد قد يساهم في قفزة حياتية تحققها بسرعة وبكل حيوية ونشاط، ومع هذا لا نرخي السمع ولا نطلب النصيحة. الحياة عبارة عن تجارب ومهارات يتم اكتسابها عاماً تلو آخر. في منزلك أب أو جد، مر بكل تلك المطبات والوقائع، ومع هذا لا تجلس معه، ولا تحدثه ولا تناقشه، دون أدنى شك لا تعرف معنى الكنز الذي لديك، ولا تحسن استغلاله. يقول عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين: في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك، أما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس. وهذه المقولة صحيحة تماماً، فالحياة تصدمنا بالكثير من أحداثها، وتسقطنا بالكثير من مواقفها، وتذهلنا بالكثير من وقائعها، ومن خلال كل تلك الأحداث والمواقف والوقائع، نتعلم، نتعلم التصرف والعمل والعلاج، ولكن وفي كثير من الأحيان بألم وهم وحزن وتعب. إحدى الصديقات تتطوع بين وقت وآخر في خدمة كبيرات السن، قالت: والله كثير من الناس لا يعرفون حجم ما أتعلمه من الأمهات اللاتي ألتقيهن، دروس ثمينة في الحياة والتربية وتصريف الأمور والتعامل مع الضغوط، أحصل على كنز معلومات لا يقدر بثمن، كلما ذهبت للتطوع لخدمتهن. نصيحة: لا تواجه الحياة دون خبرات من سبقوك.

Email