دول البريكس واختبار التضامن الفاعل

لواندا مبونجوز- مسؤولة البرامج في برنامج الحوكمة والدبلوماسية الأفريقي في معهد جنوب أفريقيا للشؤون الدولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتعاون دول «البريكس» في عدد من المجالات، وظهرت كصوت قوي لإصلاح الحوكمة العالمية. لكن مع تعاونها الفاتر بشأن لقاحات «كوفيد 19»، فقدت فرصة مهمة لإثبات قدرتها على القيام باستجابة جماعية قوية لأزمة عالمية.

اختبرت جائحة «كوفيد 19» القوة الجماعية لدول البريكس - البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا - وكشفت عن أنها تفتقر إلى التضامن إلى حد كبير ربما، لذلك فقد أضاع الاتحاد فرصة لتعزيز دعوته لإصلاح الحوكمة الدولية، وألقى بظلال من الشك على قدرته للاستجابة للتحديات العالمية الكبرى.

لقد أصاب الوباء دول البريكس بشدة وكلفها كثير الضحايا وكبير الخسائر.. وربما أبرزت الجائحة نكسة في تضامنها وعدم فاعلية، بحق، وطبعاً فإن دول البريكس ليست جديدة فيما يسمى بـ «دبلوماسية اللقاحات»، أو الجهود المبذولة لتقوية الروابط من خلال التعاون في البحث والابتكار المتعلقين باللقاحات.

فخلال رئاسة جنوب أفريقيا للكتلة في عام 2018، على سبيل المثال، اقترحت حكومتها إنشاء مركز مشترك لأبحاث اللقاحات - وهي الفكرة التي أصبحت جزءًا من إعلان جوهانسبرغ الصادر عن مجموعة البريكس.

كانت هناك آمال في أن تعمل دول البريكس معًا بشكل وثيق على تطوير لقاح «كوفيد 19» وتوزيعه. لكن حتى بعض اللقاحات التي طورتها دول البريكس نفسها لقيت استقبالا متباينا داخل الكتلة.

لم تقف دول البريكس موقفاً فاعلاً وبناءً من جهة دعم اللقاح الروسي سبوتنيك. وقد منحت منظمة الصحة العالمية قوائم استخدام لقاحات سينوفارم وسينوفاك الصينية في حالات الطوارئ في مايو ويونيو 2021، على التوالي. وشاركت البرازيل في تجارب سينوفاك، وبعد النتائج الإيجابية، واصلت استخدام هذا اللقاح.

ثم هناك صناعة اللقاح. تستحوذ الهند على 50 % من جميع إمدادات اللقاحات العالمية، وقد عمل معهد مصل الهند - أكبر منتج للقاحات في العالم - مع مجموعة أكسفورد للقاحات لإنتاج كوفيشيلد، وهو نسخة محلية من لقاح أسترازينيكا أكسفورد. ولكن على الرغم من قدرتها على إنتاج اللقاحات، قامت الهند بتطعيم 8.8 % فقط من سكانها، بينما تلقى 22 % جرعة واحدة.

وبالمثل، ستبدأ شركة بيوفاك ومقرها كيب تاون في تصنيع لقاح فايزر بيونتك ضد «كوفيد 19» في عام 2022 لتوزيعه داخل أفريقيا. حاليا، يتم تطعيم 6.9 % فقط من مواطني جنوب أفريقيا بشكل كامل ضد «كوفيد 19»، وتلقى 5.6% جرعة واحدة.

أبرم منتجو اللقاحات في الهند وجنوب أفريقيا اتفاقيات تركز على التكنولوجيا مع شركائهم الغربيين، لكنهم لا يمتلكون أي براءات اختراع متعلقة بـ«كوفيد 19». في محاولة لمعالجة هذه المشكلة، حتى قبل إبرام هذه الاتفاقيات، قادت حكومتا البلدين دفعة في منظمة التجارة العالمية في أكتوبر 2020 للتنازل عن حقوق الملكية الفكرية لتقنيات ولقاحات «كوفيد 19».

لكن وزراء خارجية البريكس لم يدعموا هذا الاقتراح بشكل جماعي حتى يونيو 2021، بعد ثمانية أشهر من تقديمه لأول مرة. كانت الصين وروسيا في السابق صامتتين بشأن هذه القضية، في حين أن البرازيل، كما لاحظت كارين كوستا فاسكيز، خبيرة البريكس، كانت العضو الوحيد في المجموعة الذي عارض هذه الفكرة علانية، في تحالف مباشر مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

أصبح موقف البرازيل أكثر دعما فقط في أوائل عام 2021، بعد أن قالت الهند إنها ستبدأ في إرسال لقاحات «كوفيد 19» إلى الدول الشريكة الرئيسية، وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمها للتنازل المقترح عن الملكية الفكرية.

 

Email