لا تضع العربة قبل الحصان

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المواضيع الحيوية والمهمة في حياتنا والتي ننشغل بها كثيراً وتعد جزءاً من تفكيرنا ومسيرتنا، موضوع السعادة والنجاح، كل واحد منا ومن دون أدنى شك يريد السعادة وتحقيقها وأن يعيش في أجواء لا تنتهي من الفرح والسرور، وأيضاً هناك من يسعى بشكل دائم ومستمر لتحقيق النجاح، سواء كان في وظيفته، أو في مسيرته التعليمية، أو حتى داخل الأسرة عند تربية الأطفال، أو في تجارته وأعماله الخاصة، ونحوها من مجالات الحياة، فالنجاح غاية وهدف لا يمكن تجاهلهما أو تجاوزهما. والسعادة تتميز بأنها مرنة تلتصق بكل شيء، وتصبح جزءاً منه، ولذلك نجدها جزءاً من النجاح، فنحن نسعد حينما ننجح أو حينما نحقق خطوة نحو الأمام من دون أي أخطاء، ومن هنا لا نستغرب أن نجد من يربط بين السعادة والنجاح، ويعدهما كياناً واحداً، بحجة أنه لا يمكن وجود السعادة من دون النجاح، بل إن السعادة تحضر حينما يحضر النجاح، ولكن الحقيقة مغايرة بل معاكسة لذلك لأن السعادة هي ما يقودك نحو النجاح، وليس نجاحك هو ما سيجلب السعادة. عالم الرياضيات وعلم النفس السلوكي الدكتور ريتشارد باندلر، الذي يعد من الواضعين الأوائل لتقنيات البرمجة اللغوية العصبية، يقول: يظنّ بعض الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح، ولكن العكس هو الصحيح، إذ إن النجاح نتيجة الشعور بالسعادة. ولفك التلاصق أو الترابط، نقول: النجاح يأتي لأنك سعيد، ولا تأتي السعادة لأنك نجحت.. السعادة بمقام الحصان، والنجاح هو العربة، ضع الحصان أمام العربة وانطلق، شعورك بالفرح والسعادة سيقودك نحو تحقيق النجاحات والتفوق، ولذلك اغمر نفسك بهذه المشاعر، وحاول أن تتخلص من الأفكار السلبية التي تحبطك وتعوّق تقدمك وتمنعك من العمل الجاد المثمر المفيد.

Email