«إكسبو 2020» ودبي النموذجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تابعت الأوساط الاقتصادية العالمية بكثير من الاهتمام، التدابير التي اتخذت لجعل دبي تتبوأ صدارة مدن العالم لاستضافة «إكسبو 2020»، حين تقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة بطلب استضافة المعرض الدولي في دبي، تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، وبالفعل فازت مدينة دبي بالمركز الأول في تصويت استضافة الحدث، الذي يقام كل خمس سنوات، ويستمر ستة أشهر، وانطلق إكسبو 2020 في دبي حالياً بعد تأجيله عاماً كاملاً بسبب جائحة كورونا، في تجمع إنساني عالمي رائع لم يحدث له مثيل سابق مطلقاً، تجمع متعدد الأعراق والثقافات والأديان المختلفة في جو إنساني آمن يسوده التجانس والوئام والتسامح، هدفه «تواصل العقول من أجل صناعة مستقبل أفضل للبشرية جمعاء».

لقد عملت وبذلت إمارة دبي جهوداً مضنية برؤية قيادتها الرشيدة ذات الفكر الملهم، على تأسيس وتوطيد كل العوامل التي من شأنها أن ترسخ مكانتها إقليمياً وعالمياً، حيث استثمرت في بنيتها التحتية وعززت الكفاءات البشرية، ووضعت رؤية طموحة، تمكنها من مواكبة تقدمها وتطورها ومنافستها كبرى دول العالم حداثة وتقدماً حتى ما بعد عام 2020، لتؤكد أنها المدينة الأجمل في العالم!

لقد استطاعت دبي منذ إطلاق مهرجان دبي للتسوق عام 1996 أن تضع معياراً عالمياً للتميز في تنظيم الفعاليات والمهرجانات، وأن تكون ملتقى جماهيرياً لشعوب العالم أجمع، ولا شك في أن الفضل في ذلك يعود إلى الرؤية المستشرفة والمبدعة، التي تتميز بها قيادتها الرشيدة الفذة، حيث أدركت الأهمية متعددة الأبعاد للمهرجانات والملتقيات الإنسانية العالمية، ولتطوير البنية التحتية اللازمة من أجل ترسيخ مكانة الإمارة كونها مركزاً دولياً، ما أدى إلى وجود جدول حافل من الفعاليات الحيوية والمتنوعة، التي أصبحت جزءاً أساسياً من ثقافة الإمارة وتطورها، وخصوصاً الملتقيات والندوات والمؤتمرات الكبرى، التي أقيمت على أرضها، سواء في مجال العلوم والمعرفة أو غيرها، إذ لم يكن التطور الذي صنع في دبي بعقول ورؤى قيادتها الرشيدة ليذهب هباء، بل جعل منها الوجهة السياحية المفضلة لشعوب العالم، وها هي مجدداً «دانة الدنيا»، تفوز بجائزة «المدينة النموذجية في مجال المرونة والذكاء والاستدامة» المقدمة من مكتب الأمم المتحدة، للحد من المخاطر والكوارث، وهي الجائزة التي تُمنح «لأفضل المدن العالمية في كفاءة الإجراءات التي تعزز من المرونة والحد من المخاطر»، حيث تم تصنيف دبي كونها أول مركز للمرونة على مستوى العالم، وهي المدينة الوحيدة التي حصلت على هذا التكريم، من بين «56» مدينة تم تصنيفها و«4357» مدينة تنافست على نيل هذه الجائزة، والتي تتكامل في ما بينها لتقديم نموذج عالمي يحتذى في التطوير والتنمية المستدامة، والذي يعد تتويجاً جديداً لجهود حكومة دبي.

واعتمد تقييم مدينة دبي من قبل الأمم المتحدة على 10 معايير رئيسية، تتفرع منها 117 معياراً فرعياً، وتتولى القيادة العامة لشرطة دبي قيادة محور المرونة مع شركائها من القطاعين العام والخاص والمؤلف من 23 جهة حكومية، وسبع جهات خاصة، ومنظمات المجتمع المدني في دبي، وظهر نجاح هذا المحور في تمكن دبي وبكل اقتدار من التصدي لتبعات جائحة «كوفيد 19»، نتيجة الاستعداد المسبق وتوزيع المهام والمسؤوليات بحرفية عالية، بما أدى إلى الحد من انتشار الفيروس، وضمان استمرارية الأعمال، بما تمتلكه دبي من بنية تحتية مرنة، سمحت بالعمل وكذلك التعلُّم عن بُعد، وتوفير الخدمات الأساسية «للمواطنين والمقيمين»، بما يتناسب مع المعايير العالمية للحد من المخاطر والكوارث.

وبهذه المناسبة وهذا الإنجاز العالمي المبهر، أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن ما تحققه دبي من إنجازات عالمية ما هي إلا ثمار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سموه الدائمة بمضاعفة العمل لترسيخ ريادة دبي كونها نموذجاً لمدن المستقبل بتبني حلول ومشاريع نوعية، ننطلق فيها من حيث انتهى الآخرون، بالاعتماد على طاقات وطنية تشكل عماد منظومة العمل، وكفاءات عالمية وجدت في دبي المساحة الرحبة والأجواء المشجعة على التميز والإبداع، وأطر عمل ذكية ومستدامة تضمن أعلى مستويات الأداء، وأسرع معدلات الإنجاز، حيث تجتمع كل تلك العوامل في تأكيد مكانة دبي كونها المدينة الأفضل للحياة والعمل في العالم.

* كاتبة إماراتية

Email