تعلم الصبر.. ليس كل يوم رائعاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحن نفتقد الصبر وقيمه، وكأننا نجهل فوائده؛ كثير من المشاكل التي تقع في حياتنا اليومية، هي نتيجة لغياب الصبر، أو لعدم ممارسته وإدراك قوته وأهمية حضوره في كل خطوة نتوجه إليها. تظهر ملامح هذا الغياب أو التغييب، في عدة نكسات وصعوبات، بل قد نراها في إخفاقات تقع هنا وهناك.

 هناك الصبر الشخصي الذاتي الخاص، ويوجد الصبر العام، وأيضاً يتنوع في مجالاته وبيئته ومكانه، حيث يوجد صبر في العمل والوظيفة، في الدراسة والتعليم، وأيضاً مع الصحب والأقارب. على سبيل المثال، في بيئة العمل يجب التحصن خلف الصبر، وعدم الاستعجال أو الاندفاع، فالمشروع الذي بين يديك وتراه مكسباً يحتاج للمراجعة والتدقيق، وعندما يتم تقديمه تحلّ بالصبر وانتظار الرد والمناقشة.

وكما يقول الحكيم والفيلسوف اليوناني الشهير سقراط: «الصبر له مذاق سيئ، ولكن نتائجه جميلة». وهذه حقيقة خاصة عند انتظار نتيجة ما، أو نتائج لدراسة أو مشروع قدمناه، فإن الصبر هنا يكون بمثابة العذاب، ومع هذا هو مهم جداً، وتواجده بحيوية أمر ملح وضروري.

انظر للطالب الذي يستذكر دروسه يومياً وبشكل متكرر، أولاً عليه الصبر على هذه الحالة التي قد تشعره بالملل، وأيضاً الصبر على عدم الفهم أحياناً، فضلاً عن هذا الصبر على الحالة النفسية التي ستتدهور نتيجة لمثل هذا القيد، ولن أذهب بعيداً عندما أقول بأن الصبر على الأقارب والصحب أيضاً مهم، بل يوضح مدى اندماجك الاجتماعي، لأنه دون فضيلة الصبر ستدخل في عراك لفظي هنا وهناك وخصومات لا تكاد تتوقف، ولا علاج لكل التباينات والاختلافات المتوقع حدوثها إلا بالصبر والتحمل.

ومن لا يعرف الصبر أو لا يعرف كيف يتعامل به، فعليه تعلمه، كما قال العالم الأحيائي والأديب يوهان فولفغانغ فون الذي عرف باسم غوته: تعلم الصبر، فليس كل يوم رائعاً، والحياة ليست دائماً كما تتمنى.

 

Email