نساعده ليساعد نفسه

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفقر ليس قضية حديثة في تاريخ الإنسان، فقد انتشرت حالات العوز منذ فجر التاريخ، وبالتالي فإن قضية الجوع ليست جديدة، ولا هي طارئة، ولكن مع استمرارها وتزايدها، تتضح الحاجة الملحة للحلول والعلاجات، والحاجة لوضع المقترحات.

في منتصف عام 2020 صدر تقرير بعنوان: حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، وهو عبارة عن دراسة عالمية تستهدف تتبع التقدم الذي تحقق في القضاء على الجوع وسوء التغذية.

وشارك في إعداد الدراسة السنوية: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، منظمة اليونيسف، برنامج الأغذية العالمي، منظمة الصحة العالمية.

ومع تواجد كل هذه المنظمات الدولية الهامة، تتضح الأهمية البالغة لكل كلمة في هذه الدراسة، ولعل أهم ما جاء فيها: أن ما يقارب من 690 مليون شخص عانوا من الجوع في عام 2019، أي بزيادة قدرها 10 ملايين نسمة مقارنة بعام 2018، وبنحو 60 مليون نسمة خلال فترة 5 سنوات.

وكما هو واضح فإن أعداد الفقراء في العالم يتزايد، وهذا يؤشر إلى جملة من الأسباب، خاصة ونحن نعلم أن هذه الدراسة تستهدف مرحلة قبل انتشار فيروس كورونا، لذا قد تكون الأرقام أكبر لدراسة مماثلة تستهدف عام 2020 وعام 2021 خاصة مع توقف الكثير من الأعمال والمشاريع والضغوط الاقتصادية على المجتمعات والأسر والأفراد.

من هنا تبقى الحاجة الحقيقية أن يتم التوجه نحو الفقراء أنفسهم لمعالجة ظروفهم، وليس الحديث عن وضعهم ومدى بؤسهم، وكما قال رجل الأعمال بيل غيتس: نحن نصنع المستقبل عندما نستثمر الفقراء، وليس عندما نسلط الضوء على معاناتهم.

العالم برمته بحاجة لطريقة جديدة لمعالجة واحدة من أهم قضايا الإنسان في العصر الحديث. تقديم التبرعات على أهميتها القصوى لم تعد مجدية، نحتاج لآلية جديدة تستهدف الفقير نفسه، بأن يعمل هو لإيجاد الحلول لمشكلته، نساعده ليساعد نفسه.

Email