مواطنونا أولاً وثانياً وثالثاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تهتم الدول الرشيدة بشؤون أبنائها ورعايتهم والعناية بهم، وفي دولة الإمارات يحظى المواطن الإماراتي بالاهتمام الكبير وبالعناية الفائقة من قيادته الحكيمة، التي وضعت رعايته وتوفير الحياة الكريمة له على رأس أولوياتها الوطنية، وجعلته الهدف الأساس من خططها وبرامجها، وهو ما كرسته دولة الإمارات منذ فجر اتحادها، إذ جعلت الغاية الأساس من الاتحاد أن ينعم المواطنون بالحياة الكريمة الطيبة الهانئة، وفي هذا الصدد قال مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه: «إن غايتنا الأساسية هي توفير الحياة الكريمة للمواطنين باعتبارهم الثروة الحقيقية لحاضر هذا الوطن ومستقبله».

نعم! ترتكز دولة الإمارات على إسعاد شعبها ورخائهم وازدهارهم، ليس عبر شعارات براقة ورنانة قد تقال هنا أو هناك وتفتقد للأفعال، بل عبر واقع عملي مزهر تظهر ملامحه المشرقة لكل ناظر، فقد سخرت مؤسساتها لعمل تنمية شاملة وتوفير الحياة الراقية للمواطنين وتلبية احتياجاتهم، وترجمت ذلك في شتى المجالات والقطاعات، كالتعليم والصحة والبنية التحتية والإسكان والاقتصاد والأمن وغيرها، حتى أضحى مواطنو دولة الإمارات من أسعد شعوب الأرض، يتنعمون بالرفاهية والرخاء والأمن والاستقرار والسمعة الطيبة أينما حلوا.

وهذا الاهتمام البالغ من القيادة الحكيمة بالإنسان الإماراتي اهتمام شامل عمَّ مختلف الشرائح المجتمعية الإماراتية، ابتداء من الطفل الإماراتي، بتقديم سبل الرعاية له، وتوفير ما يحتاجه اجتماعياً وصحياً وثقافياً وتعليمياً وغير ذلك، حتى أنشأت دولة الإمارات أول برلمان للطفل الإماراتي، لإعداد جيل قادر على ممارسة أدواره المجتمعية باقتدار، وانتهاء بكبار المواطنين، الذين هم منبع الخبرة والحكمة، والذين يحظون بعناية خاصة من القيادة الحكيمة، ويتلقون الخدمات التي من شأنها تسهيل حياتهم، والمبادرات الرائدة التي تهدف لرعايتهم وإسعادهم، ومروراً بالشباب والرجال والنساء، الذين توليهم دولة الإمارات كامل العناية للارتقاء بجودة حياتهم وفق أعلى المعايير.

ولذلك ليس غريباً أن تتبوأ دولة الإمارات المراتب الأولى كأسعد الدول في العالم، وفقاً للتقارير العالمية، فإن هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة حرص القيادة الحكيمة على إسعاد مواطنيها، وعملها الدؤوب في سبيل ذلك، حتى أطلقت المبادرات الرائدة في ذلك ومنها مبادرة البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة والتي تشمل مختلف القطاعات الحيوية التي تمس حياة الجميع، لتجعل من السعادة هدفاً استراتيجياً للقيادة الحكيمة تجاه مواطنيها، كما جاءت الحزمة الثانية من مشاريع الخمسين التي أطلقتها الدولة أخيراً لدعم المواطنين في القطاع الخاص عبر برامج ومبادرات استثنائية، لتعكس بكل وضوح العناية الكبيرة التي توليها دولة الإمارات لأبنائها، وفتح أبواب التنمية والازدهار أمامهم، ليقودوا المشاريع الاقتصادية ويساهموا في رفعة وطنهم وتطوير مسيرة حياتهم المهنية والشخصية.

ولا تتوقف عجلة عناية الدولة بالمواطنين عند محطة معينة، بل يمضي القطار من دون توقف وتفاجئنا القيادة الحكيمة بمزيد من العطاء المتدفق في هذا المجال، ومن ذلك على سبيل المثال اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله برنامج إسكان المواطنين في دبي بتخصيص ميزانية بقيمة 65 مليار درهم لذلك، والتوجيه بمضاعفة أعداد المستفيدين من برنامج الإسكان 4 أضعاف، وتخصيص أراضٍ جديدة تكفي لسكن المواطنين عشرين عاماً، وفي هذا الصدد قال سموه: «اعتمدنا سياسة إسكانية متكاملة سأشرف عليها بنفسي، وسيتابع خططها حمدان ومكتوم، المسكن الكريم كرامة وحق للجميع، ومواطنونا أولاً وثانياً وثالثاً، والحياة الكريمة لأبناء الوطن هي الأولوية الأولى لعمل الحكومة».

إن هذه الجهود النيرة كلها تعكس بكل وضوح أن المواطن في دولة الإمارات يأتي أولاً وثانياً وثالثاً، وأن هذا النهج مبدأ راسخ وسياسة وطنية مستدامة، تؤكدها القيادة الحكيمة في شتى المواقف، عبر مختلف الاستراتيجيات والبرامج والمشاريع التي تصب في خدمة المواطن وتنميته والارتقاء به، والارتقاء بالوطن المزدهر الذي يعيش فيه.

إننا إذا نظرنا إلى كثير من المجتمعات حتى تلك المجتمعات التي يتغنى منظروها بحقوق الإنسان لا نجد فيها مثل هذا الاهتمام بالإنسان، لتكون دولة الإمارات بذلك نموذجاً رائداً، في دعم مواطنيها، والعناية بهم، والارتقاء بسبل عيشهم، وحفظ حقوقهم وكرامتهم، فيقتدي بها المتخلفون عن هذا الركب، أو الذين يتغنون بحقوق الإنسان بشعارات براقة لا حقيقة لها.

 

Email