لفهم الحاضر ادرس الماضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حازت الروائية والقاصة العالمية بيرل باك، جائزة نوبل في الأدب، عام 1938، وعرف عنها التأثر البالغ بالقصص والروايات الشرقية العربية مثل: علاء الدين، والفانوس السحري، فضلاً عن ألف ليلة وليلة، ولكن معظم إنتاجها الأدبي كان متأثراً بالثقافة الصينية تحديداً، وكانت معظم أعمالها الأدبية مستوحاة من حياتها في الصين، لدرجة أطلق عليها النقاد الكاتبة الصينية.

لدينا في الشرق عدة ثقافات ضاربة العمق في التاريخ البشري، من عالمنا العربي المتعدد والمتنوع، وصولاً لليابان وكوريا، فضلاً عن الصين، مروراً بالهند وعدة أمم أخرى ضاربة في تاريخ البشرية، وكل واحدة منها لديها مخزون ثقافي متراكم جيلاً وراء جيل، ولديهم علومهم ومعارفهم ومخترعاتهم ومبتكراتهم وتراث إنساني غزير، دون شك يحتوي الكثير من القيم والمعاني وأيضاً الأفكار التي يمكن أن تغذي المنتج الأدبي بالكثير من القصص الملهمة والمعاني المتفردة، وما يضمه تراثنا العربي تحديداً خير مثال، فهو كنز واعد بالكثير من المواقف الحياتية التي تحتاج لإعادة بث وكتابة، ثم نشرها لتكون بين يدي الأجيال المعاصرة والقادمة. وكما قالت هذه الأدبية العالمية بيرل باك: لو أردت فهم الحاضر فادرس الماضي.

وأعتقد أن فهم الحاضر بشكل دقيق سيقود نحو مستقبل واعد وجميل، لذا أعود للقول إن المنتج الإنساني الذي يتم إخراجه من عمق الماضي ومن تراث الأمم، بمثابة كنوز إبداعية تنتظر المؤلفين والباحثين، وتنتظر جهداً حقيقياً للغوص في أتونها، هي باب مشرع تنتظر المهتم الحصيف، ليختار من بينها ما يختزل الإبداع، ليقوم بالابتكار والتطوير، هي فرصة واعدة وجاهزة.

 

Email