موطن الحلم والإنجاز

ت + ت - الحجم الطبيعي

التاريخ: 27 نوفمبر 2013.

مكان الحدث: أرض المعارض في العاصمة الفرنسية باريس.

مكان المتابعة: مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام الواقع في مدينة دبي للإعلام.

الحدث: التصويت على المدينة التي سوف تستضيف معرض إكسبو 2020.

كنا يومها نغطي عملية التصويت ونتابعها بأعصاب مشدودة، وكانت المنافسة على استضافة الحدث شديدة. في المرحلة الثالثة من التصويت اقترع مندوبو 165 دولة عضو بالمكتب الدولي للمعارض، الجهة المسؤولة عن تنظيم معارض إكسبو والإشراف على الدول المضيفة، لاختيار الدولة الفائزة. تغلب عرض الاستضافة الإماراتي على العروض المقدمة من مدن ساو باولو البرازيلية وأزمير التركية وإيكاترنبُرغ الروسية.

انطلقت صرخات الفوز والفرح من داخل مركز الأخبار متجاوبة مع صرخات وفد دولة الإمارات الذي كان يحضر التصويت هناك، وصرخات مراسلي تلفزيون دبي في باريس الذين أعطوا المشهد بعداً احتفالياً جميلاً يليق بفرحة الفوز بتنظيم معرض بهذا الحجم وهذه الأهمية.

8 سنوات مرت على الحدث، جرت خلالها أحداث كثيرة، أصعبها كان جائحة كورونا التي عصفت بالعالم مع مطلع عام 2020 وأدت إلى تأجيل إقامة المعرض عاماً كاملاً. كيف مرت هذه السنوات سريعاً وأصبحنا على مسافة أيام من افتتاح المعرض؟ ليس هذا هو السؤال، ولكن السؤال هو كيف خططت دولة الإمارات العربية المتحدة للفوز باستضافة المعرض، وكيف نجحت في تحقيق هدفها بعد ثلاث جولات من التصويت، شارك فيها مندوبو 168 دولة، حصلت على المركز الأول في الجولات الثلاث كلها؟

هل كان التقدم لتنظيم أكبر معرض دولي، هو معرض إكسبو، حلماً، وهل كان الفوز بتنظيمه إنجازاً؟

الجواب هو: نعم، فالإمارات هي (موطن الحلم والإنجاز). هكذا أراد لها مؤسسوها أن تكون، وهكذا كانت منذ فجر التاريخ. كان اتحادها حلماً راود القادة المؤسسين، ولتحقيق هذا الحلم عملوا بجد وإخلاص حتى رأوه واقعاً معاشاً يوم الثاني من ديسمبر 1971.

وهذا العام، عام 2021، تحتفل الإمارات باكتمال 50 عاماً على تحقيق حلمها، وهو إنجاز كبير بكل المقاييس، فليس في تاريخ العرب الحديث ثمة اتحاد استطاع أن يستمر 50 عاماً، ناهيك عن أن يصنع دولة عصرية استطاعت أن تحقق من الإنجازات ما لم تستطع تحقيقه دول سبقتها إلى الاستقلال والنهضة والتقدم، فأرسلت أول مسبار عربي وإسلامي إلى المريخ، وصنعت أول قمر صناعي بأيدٍ إماراتية مئة في المئة، وأرسلت أول رائد فضاء عربي إلى محطة الفضاء الدولية، وحققت أرقاماً متقدمة في التنافسية الدولية. إنجازات لم تأت من فراغ أو بمحض الصدفة، فالصدف لا تصنع إنجازات مهما حالف الحظ أصحابها. وحده التخطيط السليم والعزم والتصميم هو ما يصنع الإنجاز ويراكم النجاح.

ولهذا قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال الجلسة المستأنفة للاجتماع رفيع المستوى للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة العام الماضي إن «دبي ودولة الإمارات سوف تبهر العالم» عندما يحل موعد إكسبو 2020 دبي هذا العام، وسموه يقصد ما يقول، لأن دولة الإمارات عودت العالم على تقديم الأفضل والأجمل والأكثر إبهاراً مهما كانت التحديات التي تواجهها. ولا نعتقد أن العالم واجه تحدياً أكبر ولا أكثر صعوبة من فيروس كورونا المستجد، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بفعالية مثل معرض إكسبو الذي يستمد نجاحه من الحضور الجماهيري الكثيف الذي يضفي عليه ألقاً خاصاً، يقاس من خلاله نجاح الحدث وتميزه.

8 سنوات مرت على وقوفنا مشدودي الأعصاب في غرفة التحكم بمركز أخبار مؤسسة دبي للإعلام! 8 سنوات مرت على صرخة مذيعينا الذين داخل استوديو المركز، وأولئك الذين كانوا يغطون لنا الحدث من باريس! 8 سنوات لم نشعر بمرورها لأننا كنا نعمل لتغطية المعرض وكأنه سيفتتح بعد 8 أيام لا 8 سنوات. وها هو الحلم يصبح قاب قوسين أو أدنى منا، كأن السنين كانت تسابق الريح لتضعنا على مشارف الحدث الأكبر والأهم في تاريخ دولتنا التي وطنت نفسها على تحقيق النجاح في أثر النجاح.

(الإمارات موطن الحلم والإنجاز) ليس مجرد شعار نرفعه للتباهي، ولكنها حقيقة سوف يشهد لنا بها القاصي والداني على مدى 6 أشهر هي مدة المعرض، ليستمر الحلم والإنجاز بعد ذلك متواصلاً، مثلما ستتواصل العقول في إكسبو دبي لتصنع المستقبل؛ مستقبل البشرية ومستقبل هذا الوطن الذي لا يعرف أبناؤه المستحيل أبداً.

Email