رغم أهميتها احذرها

ت + ت - الحجم الطبيعي

واحد من أهم مطالبنا في الحياة، الراحة، على تعدد وتنوع مفاهيمها وأنواعها: الراحة النفسية، الجسدية، الذهنية، راحة الضمير، ونحوها. وأيضاً يختلف تعريف الراحة من مجتمع لآخر، بل من فرد إلى فرد آخر، تماماً كما يختلف حضورها وحجمها وسببها.

ومع هذا فإن الراحة في البعض من الحالات مذمومة، بل قد تجلب المرض على صاحبها، وقد تكون نتاجاً للهمّ والشعور بالخيبة.

في جانب الجسد، تعتبر الراحة عنصراً جاذباً للمرض، فتناول الطعام، مع الركون للراحة وعدم ممارسة الرياضة دون شك نتائجه هي أمراض كالسكري والضغط وغيرها من الأمراض التي لا تخفى عليكم، في الجانب النفسي الراحة وعدم الفعالية مع مجتمعك وزملائك والأصحاب، قد تنعكس على الشعور بالوحدة وعدم الأهمية، وغيرها من العوارض النفسية التي تنشأ في العادة صغيرة وتبدأ في النمو حتى تصبح مشكلة صحية حقيقية تسبب الكثير من التداعيات.

نعم نحن في بعض مراحل الحياة نحتاج لأخذ استراحة من مهام العمل المزعجة التي لا تتوقف، ونحتاج في بعض الأوقات لالتقاط الأنفاس، لكن إن باتت الراحة هي العنصر الذي يجلب لنا الفرحة والسعادة، فإن الاستمرار فيها سيكون دائماً ومتواصلاً، وهنا تصبح حالة الركون والكسل والخمول حالة ماثلة في حياتنا، وهو ما يعني تفويت الكثير من الفرص، وإضاعة أفضل أيام العمر في لا شيء. ‏

الروائي والناقد الاجتماعي الإنجليزي، تشارلز جون هوفام ديكنز، الذي عرف باسمه الأدبي تشارلز ديكنز، يقول: العقول، مثلها مثل الأجسام، غالباً ما تسوء حالتها جراء الراحة الزائدة.

ومع أن الراحة عامل مهم دون شك، تحتاجه النفس والجسد، إلا أن الاستغراق فيها مداعاة كل الأخطاء، فضلاً عن الأمراض، والفرص التي نفقدها ونحن في أمس الحاجة لها. الجميع بحاجة للوعي بقيمة النشاط والحيوية والحركة وتعويد العقل والجسد عليها، هي واحد من أهم عوامل النجاح والتفوق والإبداع.

 

Email