الإمارات والارتقاء الشامل بحقوق الإنسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الذين يعرفون تماماً دولة الإمارات العربية المتحدة وخطها الفكري المعتدل، وتوجهها السياسي الملتزم بقيم الحق والعدل والتسامح يندهشون من أي نقد غير موضوعي لهذه الدولة التي هي بشهادة العديد من رؤساء وحكام العالم، واعترافات العديد من الوكالات والمنظمات الدولية المرموقة، تتصدر المنطقة في الريادة والإنسانية والعطاء والسياسة المعتدلة المنفتحة على الجميع..!

ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة أدرى بالكيفية التي تدير بها قيادتنا الرشيدة شؤون دولتنا كافة، في سياق منظور قيمي مستوحى من ديننا الحنيف بتعاليمه ومبادئه، وانطلاقاً من موروثنا التاريخي والحضاري.

لقد حددت دولة الإمارات العربية المتحدة فكرها السياسي والدبلوماسي بناء على قناعات ثابتة ونهج واضح، ومن أهم مرتكزاته ألّا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وبالتالي لا ولن تقبل الإمارات أي وصاية من دولة أو فرد مهما كان موقعه أو مكانته الدينية أو السياسية... إن سياسة الإمارات تنأى عن الدخول في أي مهاترات ومعارك في غير معترك، لأن على الكبير أن يبقى كبيراً.

إن من حق أي دولة حماية أمنها من أي محاولة للعبث بالاستقرار الذي تنعم به، ومما لا شك فيه... فإن لدولة الإمارات تجربة فريدة من نوعها في حماية حقوق الإنسان والعمال وتوفير سبل الراحة والحياة الكريمة للجميع ومن دون استثناء.. وذلك انطلاقاً من مكانتها الرائدة موطناً للتعايش والتسامح لأكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها بوئام وانسجام تام..!

إن دولة الإمارات اتخذت نهجاً استباقياً متطوراً في مجال حقوق الإنسان متمثلاً بالتقدم الكبير في مجال تعزيز وتطوير التشريعات والخطط والبرامج في هذا الصدد، ولا تألو الدولة جهداً أيضاً في إصدار التشريعات الضامنة لتعزيز ودعم حقوق الإنسان، ومن أهمها مكافحة الاتجار بالبشر وقوانين تتعلق بحقوق المرأة، وحماية حقوق العمالة الوافدة، وكذلك أصحاب الهمم وحماية الطفل، وكبار السن.

لقد ترافقت مع رياح التغيير العربي شتى أنواع البلطجة الفكرية والسياسية، ولكننا من هنا نقول لدعاة الفتن وتجار الأراجيف والذين يودون الاصطياد في الماء العكر، نقول لهم جميعاً:

ارفعوا أيديكم عن الإمارات. لقد قرأنا أخيراً الكثير عن نظرية المؤامرة كما وردت في كتابات الفيلسوف والمفكر السياسي الفرنسي «بيير أندريه تاغيف»، بأن المؤامرة تستحدث لسد فراغ مادي أو معنوي.

وتجد فرصتها الذهبية إبان حدوث أي شغب أو بلبلة، والذين يروجون للأفكار المضللة يحاولون ذر الرماد في العيون، ظناً منهم أن الناس في غفلة وأن كل الشعوب العربية ستأتمر بأمرهم متى روجوا واستعدوا الدول على شعوبها، ناسين أن دولة الإمارات تحتل المركز الأول بالنسبة للدول العربية حسب تقرير التنمية البشرية، وأن دخل المواطن الإماراتي من الدخول الأعلى على مستوى العالم.

وأن مسيرة النهضة التي انتظمت فيها دولة الإمارات منذ مطلع السبعينيات، ما زالت تمضي وبخطى متسارعة. وفي نهاية ديسمبر عام 2020 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن يوم 4 فبراير «اليوم العالمي للأخوة الإنسانية».

ضمن مبادرة قدمتها كل من الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، وسيحتفل المجتمع الدولي بهذا اليوم سنوياً ابتداء من عام 2021.

كما أن المساعدات الخارجية الإماراتية تشكل المرتكزات والقيم التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والقائمة على الانفتاح على العالم للمساهمة في «إحلال السلام والعدل والأمن والازدهار» في الدول الأخرى.

فقد تصدرت دولة الإمارات منذ عام 2013، جدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لأكبر المانحين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياساً لدخلها القومي، وتأتي المساعدات الإماراتية من أكثر من أربعين منظمة، وتصل إلى 140 دولة، ويستفيد منها ملايين الأشخاص.

لقد أعربت دولة الإمارات، عن رفضها التام القرار الذي تم تبنيه منذ أيام في البرلمان الأوروبي بشأنها.. والذي جاء في بيان لمدير إدارة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية والتعاون الدولي الرافض بشدة الادعاءات الواردة في النص، والتي تم تناولها ورفضها سابقاً باعتبارها غير صحيحة، علاوة على أن القرار تجاهل بشكل كامل جميع الإنجازات المهمة لدولة الإمارات في مجال حقوق الإنسان..!

نقول لهم: كفوا بهتانكم وحقدكم وغلكم البغيض عن دولة الإمارات ورموزها الشوامخ لأنكم مهما ادعيتم زوراً وبهتاناً فلن تحققوا من مآربكم ما ابتغيتم من دولة الأخيار الشرفاء، دولة العز والرفاه، ونصرة المظلوم، واحترام حقوق الإنسان أياً كانت جنسيته وموطنه، ولذلك ارفعوا أيديكم عن الإمارات.

* كاتبة إماراتية

 

Email