الإمارات والعضوية المستحقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة بمقعد غير دائم في مجلس الأمن ممثلة لمجموعة دول آسيا والمحيط الهادي للفترة من 2022- 2023 للمرة الثانية يؤكد الدور الكبير، الذي تلعبه في حفظ الأمن والسلام، وهو ما يثبت نجاح السياسة الخارجية للدولة، والتي تقوم على مبادئ الأخوة والسلام. إن تركيبة مجتمع الإمارات المبنية على التنوع الثقافي مع اختلاف الجنسيات مكّنها من لعب أدوار رئيسية، تضمن العدالة المجتمعية والعيش الكريم للمقيمين فيها. 

وتمتلك الدولة مقومات رئيسية جعلتها في مصاف الدول الرائدة ذات التأثير العالمي، من خلال تعزيز التعاون الدولي ضمن رؤية استراتيجية وخطة طموحة مكنتها من بناء منظومة متكاملة؛ حيث أن ديناميكية الدولة وتطلعاتها المستقبلية المبنية على أسس علمية جعلت منها مركزاً مهماً للعمل الإنساني والتجارة والاقتصاد. وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة سجلاً حافلاً من الإنجازات والخبرات المتراكمة في حفظ السلام والأمن الدوليين لما تمتع به من احترام جميع الأطراف لرؤية القيادة الرشيدة في الدولة؛ حيث تسعى الدولة دائماً عند الأزمات والصراعات الدولية للعمل مع الشركاء على التأكيد على السلام والأمن كمطلب إنساني تحتم عليه الأعراف والأخلاق الدولية وهو إرث أسسه القادة المؤسسون لهذه الدولة الفتية حيث أصبح أولوية استراتيجية للسياسة الخارجية للدولة. وتسعى الدولة من خلال سياستها المبنية على التسامح والأخوة الإنسانية في بناء مجتمعات مسالمة تنبذ التطرف والإرهاب المقيت والذي يعزز من متانتها وتحقق الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع الواحد. وتجربة الدولة في التعامل المرن والمتزن مع أكثر من 200 جنسية تعيش فيها ساعدها في تكوين مجتمع دولي متجانس يعيش في تناغم له حقوقه وواجباته القانونية. ويرجع ذلك التناغم إلى توفر الأمن الذي سعت وما زالت تسعى في تحقيقه في جميع الأمكنة وكافة الأصعدة. وقد التزمت الدولة بمبادىء السلام في تعاملاتها الخارجية الدولية حيث تؤكد على أحقية الأمن والسلام للجميع في كافة الأصعدة الدولية والاقليمية؛ وأكدت على أهمية استتاب الأمن حتى يعيش العالم بحب ووئام يمارس حياته لتحقيق النماء والتطور للعالم؛ حيث الحاجة الماسة إلى البناء المستدام لمستقبل أكثر استقراراً وأمناً وسلاماً. ويعتبر نهج التشاور الذي مارسته وتمارسه الدولة مع الشركاء الدوليين الطريق إلى كسب ثقتهم واحترام جهود الدولة الدولية التي تعود على البشرية بالخير؛ حيث أن التشاور مع جميع الأطراف للتعرف على التحديات المختلفة هو السبيل لإيجاد أفضل الحلول العالمية المناسبة لجميع الأطراف لتحقيق السلم. إن الثقة العالمية المكتسبة للدولة تساعد على تقوية ونجاح الطرح الذي تقدمه لأي قضية. 

وستعمل دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال دورها في مجلس الأمن على تبني مفاهيم التسامح من خلال الدعوة إلى التواصل المجتمعي بين جميع الأطراف لبناء مجتمعات متسامحة؛ حيث تمتلك الإمارات خبرة متميزة في تحقيق التسامح المجتمعي في وجود أطياف وجنسيات مختلفة. وهذه التجربة الفريدة تعتبر مثالية ونموذجية في تحقيق السلام المجتمعي. كما كان للدولة دور محوري في قضايا عالمية هامة كالتغير المناخي والصحة العالمية والابتكار العالمي؛ وهذا ما يمكنها بأن تكون من ضمن أفضل دول العالم في تقديم حلول ابتكارية لهذه التحديات؛ والتي لها انعكاساتها على السلم والأمن الدوليين. وتحقيق النتائج الإيجابية في الكثير من مؤشرات الأداء يؤهل الدولة بأن يكون لها دور عالمي من خلال مشاركة العالم بخبرتها في تحقيق الأهداف المنشودة؛ ونجاح الدولة في تحقيق المساواة بين الجنسين جدير بأن يضع الدولة في وضع قوي جداً بأن تكون اللاعب الحقيقي في الجهود العالمية لمختلف القضايا الدولية حيث تمتلك الكوادر المواطنة المؤهلة للتعامل البناء مع الملفات الدولية. وإن ما تمتلكه الدولة من رصيد حافل بالممكنات سيجعلها تمارس عضويتها بسهولة ويسر وتحقيق الأهداف المنشودة من مجلس الأمن؛ فالإمارات اليوم وفي هذه الفترة من العضوية تختلف من ناحية الممكنات والأدوار العالمية لها عن الفترة الأولى لعضويتها؛ فنحن الآن لدينا الدعائم الرئيسية كتعزيز الشمولية وبناء القدرة على الصمود وتحفيز الابتكار وتأمين السلام للأجيال القادمة كحق مشروع؛ وهذه الدعائم تجعلنا رقم صعب عالمياً. ولعبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي من خلال دعم القيادة الرشيدة في تحقيق النتائج المرجوة في شحذ التأييد العالمي للقضايا الاقليمية والدولية التي تسعى فيها؛ فنحن أقوى باتحادنا.

Email