التفكير المدعوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

دون شك أن الواقع الحياتي ينبئ بالكثير من الهموم، وأيضاً الكثير من العقبات والصعوبات، وهذه خصلة ملازمة لأي عمل ومهمة نقوم بها، ويمكننا ملاحظة مثل هذه الحالة من أول خطوة نحو الحياة العملية. من تلك اللحظة التي نتوجه فيها نحو التعليم والدراسة ثم عندما ننتقل إلى الحياة العملية، وخلال جميع تلك المراحل المختلفة تظهر لنا العقبات المتوالية والصعوبات المستمرة، حتى بتنا نعتبرها واقعاً لا فكاك منه، والحقيقة أنها كذلك، لكن ما يخفف من وقعها وصعوباتها أو ما يجنبنا الفشل في مواجهتها أو يساعدنا في التغلب عليها، هي عملية التفكير المركز ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة والتي تمكننا من تجاوزها لا من تأجيلها، فالتأجيل هنا بمثابة تراكم للمشكلة مع مشكلات أخرى ونموها السلبي حتى تصل للدرجة التي تصعب فيها الحلول. يجب أن تكون العملية العقلية مستمرة ومتواصلة في الفعالية معنا، وأن يتعود العقل على استنتاج الحلول وتقديمها، وكما يقول الفيلسوف والمؤلف والكاتب فولتير: لا توجد مشكلة يمكن لها الصمود في وجه هجوم من التفكير المدعوم. وأعتقد أن الدعم الذي تحتاجه عقولنا هي المعلومات والمعارف، وهي أيضاً التركيز على مختلف أوجه وتفاصيل المشكلة وأسبابها وكيف نشأت؛ بمثل هذه المعلومات وحضور المعرفة، لن يعجز العقل عن إيجاد العلاجات ووضع الحلول، المهم أن نتعلم كيف نحصل على المعلومات التي نحتاجها وكيف نوظفها خلال عملية التفكير لتصبح الحلول ماثلة والعلاجات التي نحتاجها واقعاً مرادفاً لكل صعوبة ومشكلة تعترض طريقنا. من هنا يجب علينا جميعاً أن نتعلم مهارة التفكير وكيف ندعمه بما يحتاجه من معلومات محددة ودقيقة، وكيف ننمي الوعي الذاتي بالمعارف والعلوم الحياتية، فهذه جميعها هي أمضى سلاح وأفضل نهج نسير به نحو التغلب على صعوبات الحياة وعقباتها المتتالية. عّود عقلك على التفكير، وامنحه ما يحتاجه من علم ومعرفة ومعلومات، وهو سيتكفل آلياً بما يواجهك ويعوق تقدمك.

Email