شكراً قيادتنا الحكيمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كم هي نعمة عظيمة أن يحظى الإنسان بقيادة حكيمة، تسهر على راحته، وتعمل على سعادته، وتجعله في رأس أولوياتها واهتماماتها، وتحرص على أن ينعم بالرخاء والحياة الكريمة الطيبة، إنها أرض دولة الإمارات، التي حباها الله تعالى بقادة حكماء رحماء، سكنوا قلوب شعبهم، بأصالة معدنهم، ونبل أخلاقهم، وعميم عطائهم، وتفانيهم في سعادتهم وراحتهم، وهي قيم راقية غرسها القادة المؤسسون، ورسختها القيادة الحكيمة، حتى أصبح المواطن الإماراتي ينعم بواقع مشرق جميل.

نعم! إن الإنسان في دولة الإمارات يحظى برعاية كبيرة وعناية فائقة، لاعتبارات عديدة، منها أن الإنسان هو أهم عنصر لتحقيق البناء والتنمية، وأن الاستثمار فيه هو أهم إنجاز يمكن تحقيقه، ولذلك سعت دولة الإمارات للاستثمار في الإنسان عبر مبادرات كثيرة، وحققت المرتبة الأولى عربياً في مؤشر رأس المال البشري وأصبحت ضمن أفضل بلدان العالم استثماراً في ذلك كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي المستدام الشامل، ومن الاعتبارات كذلك أن الإنسان هو الهدف الأول والأخير من كل تنمية وازدهار، فما التنمية إلا وسيلة لإسعاد الإنسان وتلبية احتياجاته وتوفير الحياة الكريمة له، ومن هذا المنطلق حرصت دولة الإمارات على سعادة الإنسان، وعملت على جعل الشعب الإماراتي من أسعد الشعوب، حتى حققت المرتبة الأولى عربياً في تقرير السعادة العالمي 2020 للعام السادس على التوالي.

إن قاطرة العناية بالإنسان في دولة الإمارات لم تتوقف عند هذه المحطات المتميزة والإنجازات الرائدة، بل واصلت الانطلاق عبر قفزات نوعية لتفاجئ الجميع بالمبادرات الريادية التي أطلقتها دولة الإمارات ضمن مشاريع الخمسين، والتي جعلت تحقيق مزيد من السعادة للمواطنين والمواطنات وتوفير مزيد من الرخاء والازدهار والتنمية لهم تتجلى عبر مشاريع اقتصادية وطنية خلاقة، فقد أطلقت دولة الإمارات الحزمة الثانية من المشاريع والمبادرات الاستراتيجية لدعم المواطنين، وخصصت 24 مليار درهم لاستيعاب 75 ألف مواطن في القطاع الخاص، وأطلقت العديد من المبادرات في هذا الصدد لدعمهم وتمكينهم وتأهيلهم.

لقد تضمنت الحزمة الثانية من «مشاريع الخمسين» مبادرات متميزة قل لها نظير، وبرامج نوعية عديدة، فمنها على سبيل المثال برنامج «مزايا» الذي يهدف إلى دعم المواطنين العاملين في تخصصات مهنية مميزة في مؤسسات القطاع الخاص عبر منحهم علاوة ثابتة فوق الراتب، وبرنامج «اشتراك» الذي تتحمل فيه الحكومة اشتراكات الرواتب التقاعدية للمواطنين العاملين في القطاع الخاص لمدة خمس سنوات، وبرنامج علاوة لأبناء العاملين في القطاع الخاص، وبرنامج كفاءات الذي يخصص مبلغ مليار و250 مليون درهم لطرح برامج تدريبية تخصصية لتأهيل المواطنين في قطاعات ومجالات متنوعة، وبرنامج «خبرة» الذي يوفر تدريباً مهنياً وعملياً للخريجين المواطنين من مختلف التخصصات لمدة تصل إلى 12 شهراً، مع صرف مكافأة شهرية لهم، ومنحهم شهادة خبرة، وبرنامج تطوير كوادر قطاع التمريض الذي يهدف إلى تأهيل 10 آلاف مواطن خلال خمس سنوات، وبرنامج توفير الإعانة المالية للمواطنين الذين يفقدون وظائفهم في القطاع الخاص بسبب ظرف أو أزمة لمدة ستة شهور، وبرنامج إجازة التفرغ للعمل الحر للمواطنين الراغبين في ممارسة العمل الحر مع تكفل الحكومة بدفع 50% من رواتبهم خلال فترة التفرغ، وبرنامج التقاعد المبكر الاختياري للمواطنين العاملين في الحكومة الاتحادية والذي يسمح لهم البدء بأعمالهم الحرة، وصندوق الخريجين بقيمة مليار درهم، لتقديم قروض مالية للطلاب الجامعيين والخريجين الجدد من المواطنين لبدء مشاريعهم الخاصة.

إن هذه الحزمة المميزة من المبادرات والبرامج النوعية تعكس رؤية القيادة الحكيمة في دعم أبنائها، والعناية بهم، والتخطيط للارتقاء بهم، وتنميتهم، وتمكينهم من خدمة وطنهم بتأهيلهم وتطويرهم وفتح فرص العمل والاستثمار لهم، ليساهموا بكل اقتدار وريادة في تعزيز اقتصاد وطنهم، ويحملوا مشاعل التطور والنهضة والازدهار.

وإنني لأغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالشكر الجزيل إلى قيادتنا الحكيمة على هذه البرامج والمبادرات الريادية التي تصب في خدمة الوطن والمواطن، وإن القلم ليعجز عن استيفاء قيادتنا الحكيمة معاني الشكر والعرفان، بما تقدمه لشعبها من الرعاية المستمرة والدعم المتواصل، فشكراً قيادتنا الحكيمة، شكراً على عطائكم اللامحدود في سبيل نهضة هذا الوطن ورعاية أبنائه.

Email