التفكير والمعرفة والعمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

توجد هوة كبيرة بين عملية التفكير، وبين الواقع والفعل الذي يفترض أن نمارسه ونقوم بأدائه لتنفيذ مهمة ما أو لإنجاز عمل حتمي يتطلب الدقة والمهارة، ففي بعض الأوقات ننفذ المهام دون رؤية وتمهل ولا تخطيط، وكأن التعود على المسارعة في الأعمال خصلة وميزة، بينما لا يتم الاهتمام بجوهر العمل ولا مخرجاته ومدى جودته. ولعل التحدي الأكبر والأصعب، هو أن يتوازن التفكير ويتماشى مع الفعل، بمعنى أن تلحق العملية التفكيرية وما تخرج منها من قرارات وتوجيهات على أرض الواقع وتبدأ بتحويلها إلى فعل، أي تطبقها كعمل يتم تنفيذه. هذه السلسلة إن صحت الكلمة، مهمة جداً، وكلما كانت قوية ومترابطة كلما كانت النتائج والحلول متواجدة وثرية وماثلة للعيان. وأقصد بالسلسلة: التفكير والمعرفة العمل. في هذا السياق استحضر كلمات للفنان والكاتب والمؤلف وعالم الأحياء يوهان فولفغانغ فون، والذي عرف باسم غوته، لعلها قريبة من الفكرة التي أسوقها، قال فيها: التفكير سهل، أن تتصرف صعب، ولكن أصعب شيء في العالم هو أن تتصرف وفقاً لتفكيرك. 

يجب أن نفكر وندرس كل خطوة تتعلق بالمهمة التي أمامنا، وفي اللحظة نفسها يجب أن نبدأ العمل عليها وعلى إنتاجها، والتحدي الحقيقي أن يكون هذا العمل استجابة لمخرجات التفكير، ولنجاح عملية التفكير نحتاج للكثير من المعرفة وتوظيف ناجح للمعلومات، وإن نجحنا في هذا السياق سننجح في تجاوز كل مهمة تواجهنا وكل تحدٍ يصادفنا. أعتقد أن المشكلة الحقيقية التي تصادف وتواجه الكثير من الناس، تتعلق في انفصال تفكيرهم عن معارفهم ومعلوماتهم، وأيضاً الابتعاد عن طبيعة الواقع الذي يعيشونه. عملية التفكير المدعومة بالمعرفة والمعلومات، ثم مسايرتها للواقع أو للمهمة التي نحن مناطين بها، هي أول الخطوات للنجاح وتجاوز العقبات، وتحقيق التفوق والتميز.

Email