ماذا عن قوانينك الخاصة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أحد يمكنه أن ينكر أثر القوانين والأنظمة في حياة البشرية، هذه التنظيمات التي نراها في كل زاوية ومكان من حياتنا، تجعل للحياة كل هذا الأمن والاستقرار والاطمئنان، ودون هذه القوانين فإن الحياة تصبح غابة من الشر.

ولذا يصح القول بأن القوانين واحدة من أهم الحاجات البشرية، وهي حاجة بدأت مع الإنسان وكأنها ملازمة لتطوره وتقدمه ورقيه. في كل مجتمع وفي أي بلاد تضعف فيها العدالة تنتشر المفاسد، وتكثر المشاكل والخلافات والمعارك والفوضى.

تزدهر المجتمعات بالتنظيمات ومعرفة كل فرد الحقوق التي عليه والحقوق التي له. هذه القوانين هي خيارنا نحو الحياة السعيدة، وهي عامة وتشمل الجميع دون استثناء، وهي أيضاً ماثلة ونلاحظها ونراها يومياً، لكن هناك قوانين خاصة ذاتية تتعلق بكل واحد منا، قوانين غير مرئية أو لا وجود لها إلا داخل روح وعقل كل واحد منا، وأقصد بها القوانين الأخلاقية المتعلقة بالمبادئ والقيم، صدقك وكذبك، تواضعك وغرورك، عطاءك وبخلك، شجاعتك وجبنك، هدوءك وغضبك، حبك للناس ونفعهم أو حقدك وحسدك، هي جوانب أخلاقية كثيرة، متعلقة بكل واحد منا، وكأنها تشكل قوانين ذاتية خاصة، كل واحد منا مسؤول عنها، فما وضعته لنفسك من قيم ومبادئ، هي قوانينك الخاصة هي صورتك ومرآتك أمام الآخرين. الفيلسوف إيمانويل كانت، الذي يعتبر آخر الفلاسفة المؤثرين في الثقافة الأوروبية الحديثة، له كلمة في هذا الجانب قال فيها: فاعلية القانون الأخلاقي غير مرئية لعيون البشر، ولكنها تولد في الجنس البشري قوة الانتصار على الشر وتحقق للعالم السلام الأبدي.

ضع قوانينك الأخلاقية واختر السعادة والفعالية في الحياة، قم باختيار المبادئ القويمة، واجعل لحياتك قيمة ومعنى.

Email