مدينة الإمارات الإنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة في مسيرتها الإنسانية المشرقة، لدعم ومساندة المحتاجين في كل مكان، امتداداً لنهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أسس دولة الإمارات على قيم الخير والعطاء.

واعتنى بهذا الباب عناية فائقة، وسارت على نهجه القيادة الحكيمة، حتى غدت دولة الإمارات تتبوأ الصدارة والريادة في المبادرات الإنسانية والإغاثية التي تقدمها للجميع على مستوى العالم بأسره، لتكون بذلك بلسماً لجراح المحتاجين وسبباً لرفع المعاناة عنهم، وتكون صرحاً متلألئاً يحمل مشاعل خير وإحسان تمتد أنوارها إلى شتى أصقاع الأرض.

إن الحديث عن الجهود الإنسانية لدولة الإمارات لا يسعه مقال ولا كتاب، فهي جهود ممتدة مستمرة تتجدد كلما استجدت الحاجة إليها، وتقوم على أسس متينة، قوامها مساعدة الإنسان دون تمييز، وهي جهود متنوعة تواكب احتياجات الناس وظروفهم، وتلبي نداء الواجب الإنساني دون تردد، في مختلف الأزمات والظروف.

ومن هذه الجهود النيرة مدينة الإمارات الإنسانية، التي أنشئت عام 2020 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهي مدينة إنسانية متكاملة تحتوي على أحدث اللوازم المعيشية والترفيهية، والعديد من المراكز الصحية المتقدمة المزودة بأحدث الأجهزة الطبية، لاستقبال ضيوف دولة الإمارات الذين يفدون إليها لظروف إنسانية، بما يضمن راحتهم وسلامتهم وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم، وهي إحدى المبادرات المتميزة التي سعت دولة الإمارات من خلالها للوقوف والتضامن مع الشعوب والمجتمعات في الأزمات والكوارث.

لقد استقبلت هذه المدينة الإنسانية رعايا من دول عدة خلال السنتين الماضيتين، فمع مداهمة وباء «كورونا» للعالم دون سابق إنذار شمرت دولة الإمارات عن أياديها الإنسانية، واستقبلت رعايا من دول شقيقة وصديقة بعد إجلائهم من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي «كوفيد 19»، بعد أن كانوا عالقين فيها.

فما كان من دولة الإمارات إلا أن مدت إليهم أياديها الحانية لإخراجهم من بؤرة الوباء واستقبالهم وتوفير أرقى الخدمات الطبية لهم، وقد حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه على إرسال رسائل إلى هؤلاء الضيوف، للتخفيف عنهم، ودعمهم نفسياً ومعنوياً، ليجدوا أنفسهم بين قلوب رحيمة وأيادٍ حانية في دولة الخير والعطاء.

واستمرت هذه المدينة الإنسانية في عطائها المتجدد، فمع الظروف والأوضاع التي استجدت في أفغانستان استقبلت مدينة الإمارات الإنسانية آلاف العائلات الأفغانية الذين وفدوا إليها في طريقهم إلى بلد ثالث، وقامت بتوفير جميع سبل الراحة والحياة الكريمة لهم، وتكلل ذلك بزيارة رجل الإنسانية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه لهم، لتفقد أحوالهم، والاطمئنان عليهم، والاطلاع على الخدمات التي تقدم لهم.

إن هذه الزيارة من سموه تمثل لفتة إنسانية سامية، تعكس حرص القيادة الحكيمة على راحة ضيوف الدولة، وحسن استقبالهم وإكرامهم، ومعدن الخير والعطاء الذي تتحلى به دولة الإمارات قيادة وشعباً، وهو ما مكَّن دولة الإمارات من أن تكون في مصاف الدول التي تقف بجانب المحتاجين وتبادر إلى مساعدتهم والتخفيف عنهم، وفي هذا الإطار قال سموه: «إن دولة الإمارات ستظل رمزاً للعون والنجدة في أوقات الشدة، ومصدر إلهام في العمل الإنساني».

إن الجهود الإنسانية لدولة الإمارات شجرة باسقة مثمرة وارفة الظلال، فقد امتدت هذه الجهود لإرسال المساعدات الطبية والغذائية العاجلة إلى أفغانستان، لمساعدة آلاف الأسر الأفغانية وخاصة الفئات الأكثر ضعفاً كالنساء والأطفال وكبار السن، كعادة دولة الإمارات في تلبية نداء الواجب الإنساني، ومد يد العون والمساعدة إلى الناس في مختلف الأزمات والظروف، دون وضع أي اعتبار إلا للاعتبارات الإنسانية.

نعم! إذا ذُكرت الشدائد والمحن ذُكرت دولة الإمارات بعطائها ومبادراتها ووقوفها بجانب كل محتاج، وفي الشدائد تُعرف المعادن، وهكذا هي دولة الإمارات بإرثها الإنساني الحضاري، صرحاً إنسانيّاً مشرقاً، وبحراً زاخراً من العطاء والخير، سباقة إلى مساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف.

وقد قال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا»، لتكون هذه القيم نهجاً راسخاً مستداماً في مسيرة دولة الإمارات المشرقة.

* كاتب إماراتي

 

Email