دبي والاحتفاء بالذكاء الإنساني

ت + ت - الحجم الطبيعي

بكلمات تبعث العزيمة في النفوس، وبروحٍ متوهجة بالثقة والأمل كتب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله، تدوينة ثمينة عميقة الأثر في النفس حملت البشارة بتصميم دبيّ على إقامة معرض إكسبو 2020م كحدثٍ عالمي فازت بتنظيمه دولة الإمارات بعد أن فازت بترشيح المكتب الدولي للمعارض المنعقد في باريس عام 2013 م.

حيث أعلن فوز مدينة دبي بحق إقامة هذا المعرض تعبيراً عن ثقة المجتمع الدولي بها، وترسيخاً لمكانتها الحضارية في صفوف العالم المتقدم، وتأكيداً على عدم التردد بخصوص إقامة هذا المعرض الدولي لاسيّما مع وجود ظروف طارئة نشأت عن جائحة كورونا التي أخّرت الموعد الأصلي لهذا المعرض عاماً كاملاً، لكنّ الإرادة القوية ظلت موجودة، وفرق العمل كانت تعمل على مدار الساعة حتى وصلنا إلى هذه النقطة من الجاهزية والاستعداد التي أكدها صاحب السموّ بكلمته الرائعة بخصوص هذا الحدث العالمي.

حيث كتب على حسابه في إنستغرام قائلاً: «اطلعتُ على الاستعدادات الأخيرة لانطلاقة إكسبو دبيّ بعد شهر من اليوم في 1 أكتوبر 2021، الفرق مستعدة، البنية التحتية مكتملة، أجنحة الدول جاهزة للتحليق بأكبر حدث عالمي بعد الجائحة، الإمارات العربية المتحدة ودبيّ ستكون محطّ أنظار 191 دولة، متفائل بالحدث الأجمل، والأعظم، نطمئن الجميع بأن التجربة التي سيشهدها العالم في إكسبو ستكون غير مسبوقة، وبأنّ الإمارات ودبيّ ستكون على قدر الحدث العالمي، وبأن الستة أشهر التي ستجتمع فيها 191 دولة معنا ستبقى في ذاكرة العالم بإذن الله».

كلماتٌ اختارها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد بعناية فائقة تحمل بصمة قائد جسور، ورؤية فارس مقدام، يبدّد من خلالها غيوم اليأس والركود التي هيمنت على العالم كله بسبب جائحة كورونا التي أصابت العالم بالشلل لفترة ليست بالقصيرة، وأعادت ترتيب الحقائب الاقتصادية لجميع دول العالم ضمن الأولويات القصوى.

وبمرونة ذكية تم تأجيل إقامة هذا المعرض مع التصميم الأكيد على إقامته ضمن ظروف آمنة تضمن شروط السلامة لجميع المشاركين الذين يُتوقّع أن يصل عددهم إلى خمسة وعشرين مليوناً من مئة وواحد وتسعين دولة سيجتمعون في هذا الحدث العالمي الذي تجتمع فيه العقول الإنسانية النادرة الذكاء لاستكشاف العالم الواسع من مكان واحد، وتبادل الخبرات العميقة التي تفتح جميع الإمكانيات للتقدم والتعاون في سبيل رسم معالم مستقبل مشرق للبشرية من خلال هذا المؤتمر العالمي الذي يجسد صورة راقية جداً للعلاقات الحسنة المتحضرة بين الشعوب.

وليكون نافذة أمل للإنسانية في إمكانية البحث عن سبل مشتركة للعيش بعيداً عن إيقاع النزاعات والحروب التي تطحن عالمنا المعاصر طحناً، وتبدد الإحساس بالسكينة والأمن، وتقتلع من الأرض كل ورود المحبة والسلام.

وتحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» ستكون فعاليات هذا المعرض الأبرز على المستوى العالمي، والأكبر على المستوى العربي، حيث تمتلك دولة الإمارات كافة القدرات اللوجستية والتنظيمية الكفيلة بإنجاح هذا الحدث الكبير، والذي سيقام على أرض إمارة دبي التي تحتل موقعاً استراتيجياً جعل منها وجهة تجارية تعجّ بالحياة.

وتمتلك بنية تحتية لا نظير لها على المستوى العالمي يجعلها محل الثقة، وتتمتع بخدمات فندقية تجعل من الإقامة بها فرصة نادرة لتذوّق إيقاع الحياة الحديثة، وقد فازت دبيّ بشرف تنظيمه بعد منافسة قوية مع أربع مدن كبرى عالمية، لكن المجتمع الدولي وضع ثقته في دبي وفازت بتنظيم هذا الحدث الكبير على المستوى العالمي.

وكان مقرراً إقامته في العام الماضي لكن ظروف جائحة كورونا حالت دون ذلك، وها هي دبيّ النشيطة تستأنف دورتها وتعبر عن عافيتها وحيويتها من خلال إصرار قائدها وفارسها وعاشقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد على إقامة المعرض وضمن أفضل الظروف العالمية الكفيلة باجتذاب ملايين الزوار الذين سيكون لوجودهم دور حاسم في إنعاش الاقتصاد الوطني، وتحريك عجلة الحياة بعد طول ترقب وانتظار.

وعلى مساحة واسعة تقدر بـ 438 هكتاراً ستقام فعاليات المعرض في مركز دبي التجاري: جبل علي، حيث يتميز هذا المكان بموقعه الاستراتيجي وعلى مسافة قريبة من عاصمة الدولة أبوظبي ومدينة دبي، فضلاً عن قربه من المطارات وما يوفره ذلك من خدمات للمشاركين، ولقد تم تصميم الموقع واختياره لتحقيق أكبر فائدة عملية للمشاركين والزوار، وسيكون المعرض فرصة فريدة لتبادل الأفكار الرائدة حول صناعة المستقبل وتسريع وتيرة التنمية العالمية.

ومن أهم الموضوعات المطروحة في هذا السياق موضوع الاستدامة لمصادر الطاقة والمياه باعتبار ذلك مشكلة مؤرّقة توجب على جميع الدول مواصلة البحث عن مصادر بديلة للطاقة والمياه، وابتكار وسائل ترشيد الموجود منها في عالم بات يعاني من شحّ هذه المصادر ويبحث بقوة عن البدائل، كما سيناقش المعرض موضوع التنقل وضرورة البحث عن أنظمة جديدة للتنقل وتوفير الخدمات الشاملة التي أصبحت هي شريان الحياة الحديثة، بما في ذلك وسائل السفر ووسائل الشحن والبحث في قضية كيفية توصيل المساعدات الإنسانية على وجه الخصوص.

كما سيبحث المشاركون في المعرض قضية فرص العمل ووسائل تحقيق النمو الاقتصادي، لاسيّما في أعقاب جائحة كورونا وما رافقها من ركود اقتصادي ملحوظ، حيث يلوح في الأفق حاجة ملحة لطرح نماذج اقتصادية جديدة لمواجهة الواقع، وتحقيق تنمية جديدة بشروط جديدة تدفع نحو الاستقرار المالي، وتقترح مزيداً من وسائل تنشيط الحياة الاقتصادية لدفع مسيرة التنمية إلى الأمام بكل ثقة واقتدار.

وتأسيساً على هذه المعطيات المتميزة لهذا الحدث جاءت تدوينة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد تحمل في طياتها البشارة بالمستقبل المشرق، وتؤكد أن المسيرة نحو التميز والريادة ما زالت قادرة على التحدي وصنع المستحيل.

 
Email