لا تجعل للخوف مكاناً

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال في الأمثال: مَن حذر سلم، ويقصد به التنبه واليقظة عند الإقدام على خطوة ما، بأن تنتبه وتعرف ما الذي تفعله، وهذا الحذر هو الذي يقودك نحو بر السلامة، وعدم الوقوع في شر أعمالك كما يقال، والحذر هنا يعتبر قيمة تستحق الاحترام، لأنه ينادي للتيقظ والمعرفة والتنبه، وهي جوانب مهمة في أي مجال عمل ومهمة نقوم بها، بل إنه متطلب حيوي وهام لإتمام المهام الوظيفية والأعمال على أكمل وجه، وهنا يكون الحذر متطلباً، بل قد توجد قوانين وأنظمة تلزم بالحذر وتجعله جزءاً من المهام.

لكننا لا نستطيع أن نستدعي جوانب أخرى ونجعلها في مستوى الحذر أو مماثلة له، على سبيل المثال الخوف، لا يمكن أن يكون جزءاً من أي تفكير منطقي، بمعنى لا يمكن أن يحدث قصور في الإنتاج أو في الالتزام الوظيفي أو في إتمام العمل ثم يكون المبرر هو الخوف.

على سبيل المثال عندما تتدنى إنتاجية موظف ما أو يهمل في أداء جانب حيوي وهام من عمله، ثم يبرر ذلك بأنه خاف من الفشل، بمعنى أنه تجنب القيام بجانب من عمله حتى لا يقع في الخطأ ويتسبب في مشكلة أكبر.

هذا المبرر غير مقبول، بل يعد قصوراً في أداء العمل، لسبب بسيط لو فتح هذا الباب فإن أي إهمال سيتم تبريره بأنه خوف من الفشل والخوف من عدم التمكن من الإنجاز بالشكل الأمثل والصحيح، لذا علينا جميعاً العمل والسعي نحو الإبداع والابتكار والجد والاجتهاد، والمهمة التي لا نلم بها، نتعلمها ونسأل عنها ونطور المهارات فيها، المهم ألا يكون للخوف مكان في عقولنا ولا مساحة في تفكيرنا.

يقول الروائي الشهير باولو كويلو: «ليس هناك سوى شيء واحد يجعل الحلم مستحيلاً هو الخوف من الفشل» لا تجعل لمفردة الخوف مكاناً في عقلك، نعم للحذر والتنبه، لكن لا للخوف.

Email